صلاح الدين عووضه… عالم بيجو !!!!!!!…..
عالم بيجو !!
وليس بيجو العربة..
وإن كان عالم البيجو الحديدي هذا جميلاً – أيضاً – كعالم بيجو البشري…وكعالم زين..
أو كما كان عالم زين هذا حتى وقتٍ قريب..
قبل أن يصير عالماً متوحشاً يغرس أسنانه في جيوب الناس…وجلودهم…وهواتفهم..
والأول اختبرت جماله عن تجربة..
فقد اقتنيت – خلال رحلة حياتي – نوعين من البيجو ؛ فوجدتها سيارة ذات عالم جميل..
والثاني اختبرته عن طريق المزاملة..
اختبرته – شخصياً – فوجدته إنساناً جميلا ؛ ولكن ما يهمنا اليوم جانبٌ آخر منه لم أختبره..
وهو عالمه الافتراضي ؛ أو كما سماه صديقٌ لي قبل يومين..
وهو – بالمناسبة – صديقٌ (حمدوكي) بأشد من (حمدكة) بيجو ؛ ولكنه محبط كحالي..
ما كنت أعرف أن لبيجو عالماً افتراضياً لولا هذا الصديق..
وقد صادف احباطانا – في سكة تقييم تجربتنا الانتقالية – احباط وكيل الطاقة المستقيل..
أو الذي لم تُقبل استقالته حتى لحظة كتابة هذه الأسطر..
وقد كانت المحطة التي نقف فيها – خلال رحلتنا التقييمية هذه – محطة واقعنا الكهربائي..
فوجدنا في حديث الوكيل هذا مظلةً نستريح تحتها نفسياً..
نستريح قليلاً قبل مواصلة المشوار في سكة الاحباط هذه بعد نحو 3 أعوام من عمر الثورة..
فالمحطات كثيرة ؛ وكلٌّ منها ذات مشهد كئيب..
لا مياه…لا كهرباء…لا طعام…لا مظلة….ولا حتى شفخانة بدائية للحالات الطارئة..
ولكني اكتشفت – هنا – خيانةً من تلقاء صديقي هذا..
فقد كان يستظل – من وراء ظهري – بظل شجرة إلكترونية وريفة يتعهدها بيجو بالعناية..
فهو يسقيها دمعاً…ويسمدها أملاً…وينظفها من كل حشرة نكد..
وفي لحظة من تأنيب ضمير تجاهي همس لي : هل أدلك على شجرة المجد وسعدٍ لا يبلى؟..
أذهب إلى صفحة عبد المنعم سليمان (بيجو) ؛ قال وهو يضحك..
فلما سألته عما يمكن أن أجده في هذه الصفحة رد بضحك أعنف : قل ما الذي يمكن ألا تجده؟..
فكل ما لاتجده في عالم الواقع – يقول – ستجده في عالم بيجو..
ثم مضى شارحاً : ستجد صفوفاً – على سبيل المثال – ولكن ليس أمام المخابز…ولا الطرمبات..
وإنما صفوف سفن (قمحٍ…ووعدٍ…وتمني) عند مدخل الميناء..
وبالمناسبة ؛ مفردة (طرمبة) هي الأصح نطقاً – لا طلمبة – ترجمةً لكلمة Trompe..
ستجد كهرباء لا ينقطع تيارها…ومياهاً لا ينقطع اندفاعها..
وستجد – يواصل وهو يرتج من الضحك – أن الجنيه هناك يساوي دولاراً ؛ رأساً برأس..
فشوقني حديثه هذا إلى عالم بيجو الجميل..
عالمه الافتراضي لا الواقعي ؛ فهو في ذاته – كما ذكرت قبلاً – ذو عالم إنساني جميل..
وذكرني كلام صديقي هذا بفيلم يحكي عن عالمين..
أحدهما واقعي هو الذي نعيشه – جميعاً – هذا ؛ وثانيها افتراضي لا يعيشه إلا من اجتهد..
أو من استطاع إليه سبيلاً ؛ إلكترونياً..
ورغم عجزي الإلكتروني سأجتهد…وسأنتصر…وسأعبر…إلى عالم بيجو الجميل هذا..
فربما أجد هناك تفسيراً لأسباب استقالة وكيل الطاقة..
وهي قد كانت أصلاً سبب نقاشنا – أنا وصديقي – الذي قادنا إلى هذا العالم البيجوي..
وذلك بعد أن حمل الحكومة – الوكيل – مسؤولية أزمة الكهرباء هذه..
فهي ليس لديها من المال ما تدفعه لاستجلاب وقود – وقطع غيار – لقطاع الكهرباء..
ولكن لديها ما تدفعه لنثريات السياديين المليارية..
فقط النثريات ؛ دعك من المرتبات…والمخصصات…والامتيازات…وأجور منازلهم الدولارية..
علماً – وكيلا ننسى – نحن عندنا 14 رئيساً…سيادياً..
ولديها أيضاً ما تدفعه لجيوش مكتب حمدوك – ووزرائه – بزيادة بلغت نسبة 700%..
ولديها ما تدفعه لفارهات المنضمين حديثاً لقصرنا الرئاسي..
ولديها ما تدفعه من مليارات – ممليرة – لأجهزتنا الأمنية ؛ عدداً….وعدةً….وعتاداً..
ورغم ذلك نفتقر إلى (الأمن) ؛ وهذه من غرائب عالمنا الواقعي..
ولكن في عالم بيجو الافتراضي – الجميل – فالأمور قد تبدو على غير ما نراها على الواقع..
وذلك إن كان صديقي هذا صادقاً..
فيا أخي العزيز بيجو : أرجو أن ترحب بي ضيفاً جديداً على عالمك الافتراضي هذا..
ولا أريد منك – ومنه – سوى شيءٍ واحد..
فإن وجدته فثق أنني سأفرض نفسي عليك بأثقل مما فرض البشير نفسه علينا 30 سنة..
أريد كهرباء بلا انقطاع سخيف…وطويل…وممل..
لكي تدور عجلة نفسياتنا…وتدور عجلة تنميتنا ؛ أليست الكهرباء من ضرورات الإنتاج؟..
ولاّ أقول ليك : سيبك من دي ذاتها…ربما هي صعبة شوية..
صعبة حتى في عالمك الافتراضي الجميل ؛ طيب عايزين فقط حاجة أسهل…أسهل بكثير..
نريد فقط شوية إحساس…شوية مبالاة…شوية دم..
فهل يمكن أن نجد هذه المشاعر في عالمك أخي بيجو؟…فقط مشاعر لا دخل لها بالفلول؟..
إن كانت الإجابة نعم فشكراً حمدوك..
أقصد بيـــجو !!.
صلاح الدين عووضه
الحـــراك
10/4/2021