الاعلامية يسرية محمد الحسن تحرر(شهادة) عن الطيب مصطفى بـ(حوش تلفزيون السودان)

351

الى جنات الخلد الطيب مصطفى.. نعى الناعي بالامس الباشمهندس الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل والكاتب الصحافي المثير للجدل ومؤسس وناشر صحيفتي الانتباهه والصيحة ذائعتي الصيت.

في منتصف عهد الانقاذ في تسعينيات القرن الماضي جيئ بالباشمهندس الطيب مصطفى مديرًا عامًا للتلفزيون القومي وكان ان سبقه في ذلكم العهد ثلاث مدراء احدهم من الاسلاميين وهو الدكتور جمال الدين عثمان اطال الله عمره.

ويا سبحان الله ان تجتمع الخصال الطيبة في جمال والطيب .. المرجفون في كل مكان وزمان وفي التلفزيون نصيب منهم، اشاعوا حينها ان مديرنا الجديد رجل متزمت صعب المراس! متجبر ويستند بجبروته على صله الرحم التي تربطه ورئيس الجمهورية السابق عمر البشير (ابن اخته )!

تهيب العاملون القادم الجديد.. وسرت بـ(الحوش) كثير من الشائعات من المرجفين الافاكين الظانيين بالناس ظن السوء!! وطفق الصائدون في المياه العكرة يخوفون الناس من الطيب وجبروته وقسوه قلبه..

كنت بحوش التلفزيون متجهة إلى الاستوديو الكبير وفجأة وجدت من يقف امامي مادًا إليّ. يده بالسلام.. لأرفع بصري وأجده الطيب مصطفى بشحمه ولحمه.. تهيبته لبرهه مما طرق أُذناي عنه؛ مددت له يدي بالسلام ليفاجئني بقوله “أسأل الله لكم اختي ان يعينكم على ما كتبه الله لكم من إبلاغ للناس بدينه وسنة رسوله.. وواصل مسيره باتجاه مكتبه.. مرت الايام والشهور وعشرٌ من السنين واذا بكل (السخف) و(الافتراء) عليه من اتباع الشياطين، قد تبدد، وذاب كظلام ليل أعقبه إشراق صُبحٍ بهيج !.

من إنجازاته العظيمة في البنى التحتية لتلفزيون السودان أن أنشأ المحطة الارضية للاقمار الاصطناعية، ومكانها الآن جوار المسرح القومي وكانت ( الفضائية السودانية) تلفزيون السودان حلمه وأكبر همه؛ حتى عانقت القناة (الطاهرة) الفضاء..

عمل على إستحداث الأجهزة القديمة، بأخرى رقمية حديثة، لتواكب التطور التقني الحديث في مجال صناعة التلفزيون بالعالم؛ وكذا الاستوديوهات.. وفي عهده إمتلك التلفزيون أحدث عربات التلفزة بالعالم، بأجهزة حديثة جدًا (صوت وصورة)، كما كُبريات فضائيات العالم.

عمل على تدريب العاملين داخليًا وخارجيًا.. رفض رفضًا باتًا تشريد العاملين وتنفيذ قرار(الهيكلة) مما افقده منصبه كمديرعام للتلفزيون.. وحين عُين وزير دولة بوزارة الاتصالات؛ تقدم بإستقالته من المنصب الرفيع بعد فترة وجيزة، جاهرا بقوله بوجود “فساد كبير في قطاع الاتصالات”، مُنع من اجتثاثه بقرار من “علٍ” !!..

شهدنا في عهده نحن ابناء التلفزيون وبناته رغدًا وانصافًا في الوظائف، والعمل بلغ حد أن ملّكنَا الطيب سيارات خاصة باقساط شهرية مُيسرة، تُستقّطع من(السقف)، وهو مُصطلح العمل الإضافي، وليس المرتب، بلغت في حدها مائة جنيهًا فقط لا غير..

بكاه العاملون بدموع الدم حين جمعنا بالاستوديو الكبير (استوديو علي شمو) ليخبرنا بترجُله عن كُرسي الإدارة بتلفزيون السودان، وهو يطلب منا جميعا في تذلل وإنكسار أن نعفو عنه إن أخطأ في حق أيًّ منا، ودموعه  وما أغلى دموع الرجال، والطيب مثالا تُبلل جلبابه الناصع البياض كقلبه الطيب..

وان انسى لن انسى ماحييت حديث زميلنا (شوش) محمد خير السيد شاويش مهندس كاميرا كنترول وهو يمازحني حين دعاني لأشاركه غداءه بكافتيريا التلفزيون ( دجاج مقلي وبطاطس مقليه وسلطة خضراء) ، الكافتيريا التي اهتم بها الطيب وغير طاقمها القديم لننعم بغذاء ممتاز).. شاويش يمازحني وهو يضحك وفمه مليئ بالطعام الشهي؛ “تعإلى اكلي معاي، بقينا ناكل الاطايب بفضل الطيب”.

قال الله في محكم تنزيله بسم الله الرحمن الرحيم “الذين اذا اصابتهم مصيبه قالوا انا لله وانا اليه راجعون”.

اللهم انه عبدك الطيب مصطفى الصادق الامين الغيور على دينك وسنة نبيك الامين اجعله في عليين واجزه عنا خير الجزاء…

 اللهم امين..

الباشمهندس الطيب مصطفى رجل يتحدث بالقرآن ويتأسى بسنة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم..

الطيب مصطفى،الية صناع السوق،عام الرمادة،الاقتصاد السوداني
الراحل الطيب مصطفى

لم أر في حياتي قط شخصًا كالطيب مصطفى يخاف الله في كل فعل وقول للدرجه التي كان حين يجتمع بالادارات ومنها ادارتنا يختم حديثه قائلا : سالتكم بالله ان تعتقوا رقبتي ورقابكم من نار جهنم !!

للدرجه هذه كان يريد ان يجعل من تلفزيون السودان قبلة ومنارة للشعوب المسلمة المستضعفة بالعالم؛ وشعب السودان بصفة خاصهة، في تقديم ما ينفع الناس والعباد، ويبصرهم بامور دينهم ودنياهم وفق شرع الله وسنة نبيه الكريم، وكان أن أطلق على شاشتنا الشاشة الطاهرة..

شهد التلفزيون في عهده العدالة تتنزل كما أمر بها رب العباد ورسوله الامين؛ فلم يُظلم في عهده أحدٌ قط… اذكر من كريم خصاله انه إستن سنة – لوسار عليها اولو الامر فينا لعمرت الارض بمن فيها – فكان ان جاءه فاسق بنبأ تريث وتبين وجاء بالخصم ليجتمع الخصمان امامه، وياله من مشهد كربٍ عصيب..

توقفت من بعد حين كل المفاسد البشرية من آكلي لحوم البشر بالغيب والكذب الضار وتحطمت نزوع الشر في حوش التلفزيون في صدور اصحابها بعد ان لقنهم الطيب دروسًا قاسية في وجوب طهارة النفس والقلب من رجس الشيطان !!…

بقلم .. يسرية محمد الحسن

whatsapp
أخبار ذات صلة