يسرية محمد الحسن : حواديت صغيرة .. ليلة العقبة !! ..
في أواخر ثمانينيات القرن الماضي وقعت قصتنا هذه في احدى قري شمالنا النوبي امتهن الصديقان بكري وصالح نقل البضائع بين دنقلا والمحس كلاهما بسيارته البوكس حسب الطلب، ولم تتوقف حدود مهنتهما عند نقل البضائع بل تجاوزتها لتشمل كل ذي حاجة من اهل المنطقتين سفرا او علاجا او مشاركة في الافراح والاتراح الخ !..
كان اغلب سكان هاتين المنطقتين يطلبان أهل الصديقين لثقتهم الشديده فيهما من حيث الدراية بالطريق السفري الترابي المتعرج والامانة والسرعة في الانجاز !فضلا عن ان بكري وصديقه لا يغاليان في الاجره ودائما تسبق ابتساماتهم عند المفاوضه على الاجرة كلمات حفظها الاهإلى هناك عن ظهر قلب (جيب الساهلة يا زول) وبالبركة..!
كثير من التجار واهل المنطقة حينما يطرأ طارئ لديهم يضطرون إلى الانتظار ان كان الصديقان بعيدين في سفر إلى هذه الدرجة كان الشابان يسيطران على سوق التراحيل في مناطقهما لسمو الخلق لديهما وسهوله التعامل المإلى بينهم واهل تلك المناطق كان الطقس رائعا في تلكم الليلة من ليإلى شهر نوفمبر شديد البرودة في منطقة دنقلا وكان القمر بازغا في تمام ليلته الرابعة عشرة من شهر جمادي الثاني بالتقويم الهجري وبعد يوم حافل قضاه بكري في منطقة المحس وسط حفاوة اصدقائه التجار.. قفل راجعا إلى منطقته دنقلا فهو مستحب إليه السفر ليلا لبرودة الجو الذي ينعكس على ماكينة السيارة بردًا وسلاما فيعمل على تخفيف الاعطال ومد اجل المحرك في الطريق وكانت الساعة حينئذ لم تتجاوز العاشرة مساءا وعند مرور سيارته في طريق السيارات الأوحد والمشهور هناك ولا طريق غيره مارًا بمنطقة العقبة الخلوية المعزولة والتي تقع في محيط دنقلا جنوبا كانت هناك ثلاث فتيات يرتدين ثيابا بيضاء اللون الشيئ الذي يشىء بانهن موظفات باحدي المصالح الحكومية باحدى المنطقتين “دنقلا او المحس”.. !
كن يؤشرن للسيارة بالتوقف وبنخوة السودانيين التي عرفوا بها سيما اهلنا بالريف اوقف بكري سيارته وفي لمح البصر قطعت الفتيات الطريق باتجاه البوكس ليفتحن الباب الامامي وثواني معدودات وثلاثتهن قد جلسن بالمقعد الامامي جوار السائق !!
لم يتحدثن إليه ولم يشأ ان يسألهن وجهتهن !!
تحركت السيارة وماهي الا خمس دقائق فقط اشرت احداهن له بالتوقف دون اي حديث !! علت الدهشه محياه فما زالت السياره لم تبارح منطقه العقبه المعزوله وغير المأهوله بسكان !! او حتي الاعراب الذين هم في الغالب غرباء عن اهل تلك المناطق ويتخذون من طرق الاسفار الطويلة بين مناطق السودان المختلفة سكنا لهم بخيامهم المعروفه او رواكيب القش ! هي منطقه معزولة تماما و( خلا )!! تعجب بكري ولم يطرأ بخلده لحظتها اي شئ بينما كانت الدهشة سيدة الموقف استجاب لرغبة الفتيات بالتوقف ليفتحن باب البوكس الامامي ويترجلن الواحدة تلو الاخرى وهو ينظر إليهن إلى ان غابا خلف السياره فنظر في المرأه وهو جالس مكانه ليرى إلى اين يتجهن !!
وحين لم يجد لهن اثرا جال بخاطره انهن فتيات ( لعوبات )!! ربما اردن ان يخوفونه وربما انحشرن اسفل العربه ليمازحنه !! ترجل من سيارته وعند صندوق البوكس الخلفي انطرح ارضا فلم ير سوى تراب الطريق المحفور “بلساتك السيارات” التي تمر فوقه سنين عددا ! ..
ومع اشتداد الدهشة عنده وحين وقوفه رافعا بصره إلى الاتجاه الشرقي المفضي إلى نهر النيل القريب جدا من المكان شاهد مع سطوع ضوء القمر “رهابا للثياب الثلاثهة”، ما لبث ان اختفي سريعا !! ليقع على اذنيه صوت عظيم مرعب شق سكون المكان صادر من النيل فاذا به يرى وبوضوح شديد جثة ضخمة مدلهمة تطلع من منتصف النهر لرجل شديد سواد الجسم يتدلى شعر كثيف من كامل جسده يلمع مع الماء بفعل انعكاس ضوء القمر، رافعا يديه الاثنتين إلى الأعلى كما الغريق الذي يطلب النجدة، ويزمجر بصوت رعدي مرعب للغاية وغير مفهوم اشبه بصوت “الضواري” في الغابات او اشد وطأه !!.. تجمد الدم في عروق بكري الذي تعطلت كل حواسه ووجم ينظر إلى ذلك المخلوق الغريب الذي بدا مسرعا نحو بكري والشاطئ وقد ظهر نصفه الاعلى كـ(دُهمة شديدة السواد) تبرق منها انوار ملونة تفقع حينا وتختفي حينا مع ضربات شديدة من هذا المخلوق على مياه النهر بكلتى يديه الضخمتين فتتطاير المياه الكثيفة كـ(بُركان) في قاع النيل هائل هائج يرمي بحِممه باتجاه الشاطئ !!!..
يقول بكري لابناء المنطقة وصديقه صالح عند زيارته بعد ان شفي من (الهلوسة) ومرض الحمى الذي استمر معه ثلاثة اشهر كاملة وبعد ان جلب له اهله شيوخ من كبار رجالات الدين بالمنطقه العالمين بامور الرقة الشرعية ومعالجة مرضى (مس) الجن !! يقول بكري انه ما درى كيف وصل إلى سيارته وكيف وصل إلى دنقلا !!!
تلكم سادتي حدوتة جرت احداثها الحقيقية تماما في تلكم المنطقة المعروفة لدى اهلنا هناك في الشمال النوبي بـ(سكن الجان) !! وهي من غرائب الحوادث في تلكم المناطق ( منطقة العقبة).. وهناك حواديت كثر اكثر غرابه جرت احداثها في تلك المناطق من بينها تلك الحدوته المخيفه والغريبه جدا والاكثر غرابه من حدوته العقبه وهي خاصه بمنطقه اسمها ( بغدادية ) ساكتبها لكم ان شاء الله ومد في الاجال ..
في أواخر ثمانينيات القرن الماضي وقعت قصتنا هذه في احدي قري شمالنا النوبي امتهن الصديقان بكري وصالح نقل البضائع بين دنقلا والمحس كلاهما بسيارته البوكس حسب الطلب ولم تتوقف حدود مهنتهما عند نقل البضائع بل تجاوزتها لتشمل كل ذي حاجه من اهل المنطقتين سفرا او علاجا او مشاركة في الافراح والاتراح الخ !..
كان اغلب سكان هاتين المنطقتين يطلبان أهل الصديقين لثقتهم الشديده فيهما من حيث الدراية بالطريق السفري الترابي المتعرج والامانة والسرعة في الانجاز !فضلا عن ان بكري وصديقه لا يغاليان في الاجره ودائما تسبق ابتساماتهم عند المفاوضه على الاجرة كلمات حفظها الاهإلى هناك عن ظهر قلب (جيب الساهلة يا زول) وبالبركة..!
كثير من التجار واهل المنطقة حينما يطرأ طارئ لديهم يضطرون إلى الانتظار ان كان الصديقان بعيدين في سفر إلى هذه الدرجة كان الشابان يسيطران على سوق التراحيل في مناطقهما لسمو الخلق لديهما وسهوله التعامل المإلى بينهم واهل تلك المناطق كان الطقس رائعا في تلكم الليلة من ليإلى شهر نوفمبر شديد البرودة في منطقة دنقلا وكان القمر بازغا في تمام ليلته الرابعة عشرة من شهر جمادي الثاني بالتقويم الهجري وبعد يوم حافل قضاه بكري في منطقة المحس وسط حفاوة اصدقائه التجار.. قفل راجعا إلى منطقته دنقلا فهو مستحب إليه السفر ليلا لبرودة الجو الذي ينعكس على ماكينة السيارة بردًا وسلاما فيعمل على تخفيف الاعطال ومد اجل المحرك في الطريق وكانت الساعة حينئذ لم تتجاوز العاشرة مساءا وعند مرور سيارته في طريق السيارات الأوحد والمشهور هناك ولا طريق غيره مارًا بمنطقة العقبة الخلوية المعزولة والتي تقع في محيط دنقلا جنوبا كانت هناك ثلاث فتيات يرتدين ثيابا بيضاء اللون الشيئ الذي يشىء بانهن موظفات باحدي المصالح الحكومية باحدى المنطقتين “دنقلا او المحس”.. !
كن يؤشرن للسيارة بالتوقف وبنخوة السودانيين التي عرفوا بها سيما اهلنا بالريف اوقف بكري سيارته وفي لمح البصر قطعت الفتيات الطريق باتجاه البوكس ليفتحن الباب الامامي وثواني معدودات وثلاثتهن قد جلسن بالمقعد الامامي جوار السائق !!
لم يتحدثن إليه ولم يشأ ان يسألهن وجهتهن !!
تحركت السيارة وماهي الا خمس دقائق فقط اشرت احداهن له بالتوقف دون اي حديث !! علت الدهشه محياه فما زالت السياره لم تبارح منطقه العقبه المعزوله وغير المأهوله بسكان !! او حتي الاعراب الذين هم في الغالب غرباء عن اهل تلك المناطق ويتخذون من طرق الاسفار الطويلة بين مناطق السودان المختلفة سكنا لهم بخيامهم المعروفه او رواكيب القش ! هي منطقه معزولة تماما و( خلا )!! تعجب بكري ولم يطرأ بخلده لحظتها اي شئ بينما كانت الدهشة سيدة الموقف، استجاب لرغبة الفتيات بالتوقف ليفتحن باب البوكس الامامي ويترجلن الواحدة تلو الاخرى وهو ينظر إليهن إلى ان غابا خلف السياره فنظر في المرأه وهو جالس مكانه ليرى إلى اين يتجهن !!
وحين لم يجد لهن اثرا جال بخاطره انهن فتيات ( لعوبات )!! ربما اردن ان يخوفونه وربما انحشرن اسفل العربه ليمازحنه !! ترجل من سيارته وعند صندوق البوكس الخلفي انطرح ارضا فلم ير سوى تراب الطريق المحفور “بلساتك السيارات” التي تمر فوقه سنين عددا ! ..
ومع اشتداد الدهشة عنده وحين وقوفه رافعا بصره إلى الاتجاه الشرقي المفضي إلى نهر النيل القريب جدا من المكان شاهد مع سطوع ضوء القمر “رهابا للثياب الثلاثهة”، ما لبث ان اختفي سريعا !! ليقع على اذنيه صوت عظيم مرعب شق سكون المكان صادر من النيل فاذا به يرى وبوضوح شديد جثة ضخمة مدلهمة تطلع من منتصف النهر لرجل شديد سواد الجسم يتدلى شعر كثيف من كامل جسده يلمع مع الماء بفعل انعكاس ضوء القمر، رافعا يديه الاثنتين إلى الأعلى كما الغريق الذي يطلب النجدة، ويزمجر بصوت رعدي مرعب للغاية وغير مفهوم اشبه بصوت “الضواري” في الغابات او اشد وطأه !!.. تجمد الدم في عروق بكري الذي تعطلت كل حواسه ووجم ينظر إلى ذلك المخلوق الغريب الذي بدا مسرعا نحو بكري والشاطئ وقد ظهر نصفه الاعلى كـ(دُهمة شديدة السواد) تبرق منها انوار ملونة تفقع حينا وتختفي حينا مع ضربات شديدة من هذا المخلوق على مياه النهر بكلتى يديه الضخمتين فتتطاير المياه الكثيفة كـ(بُركان) في قاع النيل هائل هائج يرمي بحِممه باتجاه الشاطئ !!!..
يقول بكري لابناء المنطقة وصديقه صالح عند زيارته بعد ان شفي من (الهلوسة) ومرض الحمى الذي استمر معه ثلاثة اشهر كاملة وبعد ان جلب له اهله شيوخ من كبار رجالات الدين بالمنطقه العالمين بامور الرقة الشرعية ومعالجة مرضى (مس) الجن !! يقول بكري انه ما درى كيف وصل إلى سيارته وكيف وصل إلى دنقلا !!!
تلكم سادتي حدوتة جرت احداثها الحقيقية تماما في تلكم المنطقة المعروفة لدى اهلنا هناك في الشمال النوبي بـ(سكن الجان) !! وهي من غرائب الحوادث في تلكم المناطق ( منطقة العقبة).. وهناك حواديت كثر اكثر غرابه جرت احداثها في تلك المناطق من بينها تلك الحدوته المخيفه والغريبه جدا والاكثر غرابه من حدوته العقبه وهي خاصه بمنطقه اسمها ( بغدادية ) ساكتبها لكم ان شاء الله ومد في الاجال ..