يسرية محمد الحسن .. رسالة مفتوحة للقائد حميدتي ..
اما بعد…
كلاكيت.. ( مشهد اول )
قبل سقوط نظام البشير لو تذكرون ذاك التسجيل ( فديو ) لحميدتي مخاطبا قواته التي استدعاها البشير على عجل لاخماد الثورة ( اوع تضربوا ليكم زول مسكين ما تقتلوا زول ساي)! كان ذلك والحراك على اوجه والاعتصام يغلي !!..
بالامس اخرج قائد قوات الدعم السريع الهواء الساخن وتحدث بعفويته المعهوده عن محاولات شيطنته من جهات لم يسمها والتقليل من رتبته العسكرية بل وذهب ابعد من ذلك حين قال انهم يصفونه بغير السوداني !! تحدث الرجل وتحدث وتحدث ولم نكن ابدا في حوجة الى توضيحاته التي نراها رأي العين !! بل ونعلمها ونستنتجها من (زبد) كثيف يملؤون به الاسافير وتتحدث به مجالس العاصمة الخرطوم ومنتدياتها وتتناقله مواقع التواصل ..
رسالتنا اليك ايها القائد وما نود تذكيرك به منذ دخولك وقواتك العاصمة في ذلك النهار توجس الناس خيفة سرعان ما بددتها تصريحاتكم المنحازة جانب الجماهير ووثق فيك الثوار والناس اجمعين… ( وهذا ما يغيظ منك الكفار ) !!…
ورسم الثوار صورك على الجداريات للتاريخ بل وكانت اهزوجهة للاعتصام ( حميدتي معانا.. ماهمانا )! أتذكُر ذلك ايها القائد ؟ وهذا هو السبب الرئيس وراء حقد الحاقدين عليك واضمارهم الشر لك وهم يتبسمون !!
ولكنهم سيدي استطاعوا بمكرهم ودهائهم الذي جُبلوا عليه ان يجعلوك تثق فيهم ليحيدوك ومن ثم ينقضوا عليك حتى يخلوا لهم وجه السلطة ..! نقولها لك.. نثق فيك لا فيهم وان كذبوك وكذبوك وان دمغوك بفض الاعتصام وهم الفاعلون ..!
لم نكن في حوجه ابدا لتبين لنا موقفك الرجولي والبطولي في اللجنة الامنية وقتها ونعلم ان وقفتك تلك وراء انهزامهم وانك الوحيد الذي اعترض على مخططاتهم بل قل (سيناريوهاتهم الماكرة) والمعهودة بالكذب والخداع .. والكل من الشعب يعلم انكم من قمتم باعتقال الطاغية وايداعه الاقامة الجبرية.. ! لو لم تكن وقواتك وقتها بالخرطوم، وهذا لعمري تدبير إلهي، لنفذ المخلوع فتوى الضلال بقتل ثلث او نصف الشعب ولبقي حاكما فوق رؤوسنا الى ان يتوفاه الاجل المحتوم.. !
السيناريو الدموي البشع الذي تم بموجبه فض الاعتصام ماهو – برأينا – إلا حبل يحاول أعداؤك لفه حول رقبتك …
الكل يعلم سيدي ان احزاب المحاصصات وقحت واللجنة الامنية وحسب ما رشح وقتها وتسرب وصرح به البعض علانيه من اخبار، يُشير بأصابع الإتهام الى ذاك الاجتماع الذي بصّم فيه الجميع على وثيقة فض الاعتصام وتفريق دم الشهداء على الجميع ! وما فك الخيام نهار “ليلة الغدر” تلك الا أكبر دليل إدانه لاحزاب غمست يديها وولغت في دماء الشُهداء.. !
لقد استغل المجرمون صدقكم وحولوه الى طلقة في صدركم نحمد الله انها اخطأت هدفها !..
كثير من ذوي الضحايا إنطلت عليهم الخِدعة والكذبة السوداء من اصحاب شهادات الاستاذية في تاليف التمثيليات والمسرحيات فقد برعوا فيها كما برعوا في خداع الناس بالدين وشعاراته “ثلاثين عاما”.. لكن بالتاكيد هناك الكتيرين ايضا الذين يميزون الخبيث من الطيب …
تصريحكم الاخير والذي وضع النقاط فوق الحروف جعلكم الاقرب الى هذا الشعب وبخاصة تنفيذ اعتقالكم للطاغية الذي ما كان احد وقتها يجرؤ على فعله.. لا لجنة امنية ولا قوش، ولاغيره، وهذا ما نحفظه لك من جميل، لا نقدر على رده .. شجاعتك هذه وراء اضمار البعض الشر لك.. وقديما كان في الناس الحسد ..!
نعلم ايضا ايها القائد ما جاء مقتضبا في حديثك بشأن (الفِرية) الكذُوب والخِدعة التي تمثلت في القبض على عدد من منسوبي القوات المسلحة الباسلة بتهمه قتل المتظاهرين في الـ “29” من رمضان الماضي والتي حِيِكت بمكر ودهاء لاخماد الغضب الجماهيري.. ونعلم تماما ان قواتنا المسلحة بريئة من هذا العمل براءة الذئب من دم بن يعقوب، وما ذلك الا للمُداراة عن الجهة الحقيقية صاحبة المصلحة الاولى في الانتقام من الثُوار الذين اسقطوهم..
ختام رسالتنا لك ايها القائد أن احذر مكرهم ثم احذر ثم احذر ولا يهُزنك صراخ الأفاعي ! ولا تيّأس من نصر الله، ان نصر الله لآت ولو كره المنافقون … والسلام.