انتهاء حُلم (فلامنغو) .. تفكيك معدات القاعدة الحربية الروسية في السودان
الخرطوم “تاق برس” – وكالات – غادرت سفينة الشحن الحربية الروسية “بي إم-138” ميناء بورتسودان في السودان، مساء أمس الجمعة، بعد زيارة دامت ثلاثة أيام.
وبحسب مصادر عسكرية فان القطعة البحرية جاءت لترحيل آخر دفعة من المعدات العسكرية الروسية التي استُجلبت بغرض إنشاء قاعدة “فلامنغو” على البحر الأحمر في المياه السودانية.
وفي نوفمبر الماضي، نشرت موسكو مسودة اتفاق مع الخرطوم تسمح لها بتأسيس مركز لوجستي للبحرية الروسية بالسودان يستوعب ما يبلغ 300 جندي وموظف، ويمكن أن يستوعب سفنا مزودة بتجهيزات نووية.
وكانت مصادر بالجيش السوداني أكدت أن الخرطوم أبلغت موسكو رسميا بضرورة تفكيك جميع المعدات، ومغادرة البلاد لحين إجازة الاتفاق في المجلس التشريعي المزمع تشكيله بالسودان.
وأوضحت الخارجية الروسية أن الاتفاق المبرم مع الخرطوم في 23 مايو الماضي عرضة للتغيير.
وأكدت المصادر، أن السودان أبلغ الجانب الروسي رسميًا، بتفكيك معداتهم ومغادرة البلاد لحين إجازة اتفاق مشروع القاعدة الحربية “فلامنجو” في المجلس التشريعي المرتقب.
وفى أبريل الماضى، كشفت مصادر عسكرية سودانية، أن قيادات عليا فى البلاد قررت تعليق بناء قاعدة فلامنجو العسكرية الروسية الواقعة فى بورتسودان بولاية البحر الأحمر.
وجاءت الخطوة بعدما تم الكشف عن حضور عسكري روسي ملحوظ في قاعدة فلامنجو على البحر الأحمر شمالي مدينة بورتسودان، خلال الفترة الماضية.
وكانت الخرطوم وموسكو وقعتا على مسودة اتفاق لإقامة مركز لوجستي للبحرية الروسية في السودان يمكن أن يضم سفنًا نووية إبان عهد عمر البشير.
وفي آخر فبراير الماضي أوردت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، نقلًا عن بيان من الأسطول الروسي، أن الفرقاطة “أدميرال جريجوروفيتش” وصلت إلى ميناء سوداني وتعتزم روسيا إقامة قاعدة بحرية فيه، وأضاف البيان أن هذه أول سفينة حربية روسية تدخل ميناء بورتسودان.
وكانت سفن عسكرية أمريكية وروسية رست وجهًا لوجه بميناء بورتسودان المطل على البحر الأحمر، وهو ما اعتبره محللون سباقًا بين الدولتين للبحث عن موطئ قدم في المياه السودانية، وأعاد للأذهان مشهد الحرب الباردة.
وعمدت البحرية السودانية وقتها لتخصيص مرسى للمدمرة الأمريكية “يو إس إس ونستون تشرشل” التي وصلت إلى بورتسودان نهاية فبراير الماضى الماضي بعيدًا عن الفرقاطة الروسية “أدميرال جريجوروفيتش” التي وصلت إلى الميناء ذاته قبلها بأيام.
وعقب الإعلان الروسي عن القاعدة، زار الملحق العسكري لسفارة واشنطن بالخرطوم قاعدة فلامنجو، وتعهد بتعزيز التعاون العسكري مع السودان.
وفي يناير الماضي زار نائب القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا “أفريكوم” أندرو يونج، ومدير المخابرات الأدميرال هايدي بيرج الخرطوم لتوسيع الشراكة مع السودان.
من جانبه نفى رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الخميس، إقدام الخرطوم على إلغاء قاعدة البحرية الروسية في البحر الأحمر، أو وجود ضغوط أمريكية بهذا الصدد.
وقال “البرهان” في مقابلة مع تلفزيون “الشرق”: إنه يجري الآن التفاهم على كيفية صياغة هذا الاتفاق، في كيفية اعتماده بواسطة الجهات المسئولة، كالمجلس التشريعي والسلطات الأخرى المشاركة في الفترة الانتقالية.
