يسرية محمد الحسن .. اعداء الوطن كفوا .. !!
القرارات الأخيرة التي أعلنها وزير المالية برفع الدعم كليا عن المحروقات والتي قوبلت من الشارع السوداني بالرفض ووفق تقديراتنا ونحن لسنا بإقتصاديين أو ندعي ( الجهبزة ) في هذا الموضوع نقول إنها خطوة صحيحة لإنعاش ما يمكن إنعاشه من إقتصاد منهار ورثته الحكومة عن الحكم البائد.
ورغم تأييدنا للخطوه إلا اننا نجد التسرع في إتخاذ هذا القرار دون تأني او ان يأخذ وقته في التمحيص والدراسة؛ يجعل من الصعب على المواطنيين تقبله لتبعاته الكارثية على حياتهم.. السياسات الخاطئة السابقه والتي كانت تصب في دعم الإستهلاك عوضا عن دعم الإنتاج واحدة من جمله اشياء ومشكلات اقعدت بإقتصاد البلد بل وساهمت بصورة كبيرة في ازدهار السوق السوداء وأزدهرت تجارة التهريب إلى دول الجوار من حر مال فقر شعبنا المتقع وساعدت علي تفشي البطالة وعدم الانتاج
كثير جدا من المزارعين وفي مناطق متفرقة بالبلاد يحصلون على الجازولين المدعوم للزراعة ويقومون ببيعه في السوق السوداء بأثمان مضاعفة ( ليه سيادتو يتعب ويشقي ويزرع )!! فهناك عائد مادي مجزي وسريع وبدون تعب !!
حمدوك وفي الأشهر القليلة الماضية بشرنا بتكوين محفظة لتمويل القطاع الزراعي، وهي لعمري خطوة في الإتجاه الصحيح
شركات سعودي واماراتية مولت محفظة القطاع الزراعي بمبلغ فاق ال 400 مليون دولار وذلك لتغطية إحتياجات البلاد من مدخلات الإنتاج الزراعي ووفقا لخبراء زراعيين وأقتصاديين اذا احسن استغلال الإستثمار السعودي اماراتي فهذا من شانه أن يحل مشكله التمويل الزراعي ويقضي على العقبات والتحديات التي تواجه الزراعه و الإتجاه كليا الى حل مشكلات الزراعه وتحفيز وتشجيع راس المال المحلي والأجنبي للدخول في شراكات من شانها ان تفتح الأبواب واسعة لتدفق رؤوس الاموال الاجنبية الشيئ الذي بالضرورة يجني انعكاساته ايجابا في تحريك عجلة الإنتاج وتوفير فرص عمل لكثير من الشباب
سياسة دعم المحروقات في السابق هي سياسة خاطئة وبامتياز من افرازاتها السالبة تشجيع فاقدي الضمير على تخريب الإقتصاد واضعاف دور الدولة في التنمية فضلا عن انها كانت تساوي بين الفقير والغني فيما يتصل بالحصول علي السلعة إذ انه من غير المعقول أو المقبول أصلا أن يتساوي رجال المال والاعمال وسماسرة السوق والنهابيين وعديمي الضمير مع السواد الأعظم من المواطنيين ذوي الدخل المحدود مثلا في الحصول علي الجازولين والبنزين وغاز الطبخ
لذا ذكرت في بداية كلمتي أن العجلة في اتخاذ قرار رفع الدعم هو قرار متعجل نظرا للأثار الكارثية على قطاعات واسعة من الشعب وكان يتوجب وضع بدائل للشرائح الضعيفة وهي تشكل نسبة كبيرةة من المجتمع وفق دراسات متأنيه وتحليلات ورؤي تستصحب خبراء الإقتصاد للخروج بقرارات قويه وحاسمة تراعي الضعفاء وهم غالب الشعب السوداني الذي لا يستطيع دفع فاتورة باهظة الأثمان لقفة الملاح والعلاج والمواصلات التي إرتفعت ارتفاعا جنونيا فوق طاقة٤٤ البشر
لماذا لا تخصص طلمبات للأغنياء من الشرائح التي ذكرتها وتضبط بالقوانين الصارمه والمراقبه الدقيقه ويمنح الجازولين والبنزين المدعوم للمركبات العامه فقط وتوضع آليات صارمه ودقيقه لعدم التلاعب به مع تشديد الرقابه على مواقف المواصلات هذه نقطة من بحر حلول يمكن أن تخفف من وقع الصدمة علي المواطنين
نعلم تماما ان الدوله ورثت إقتصادا هشا ولا تستطيع وضع سياسة اقتصادية الا بموافقة صندوق النقد والبنك الدوليين ووفقا لكل ما ذكرناه لا يعقل ان ننتظر من الحكومه ان تاتينا بالمعجزات في ظل هذا الوضع الاقتصادي المعقد وبالغ الخطورة
السودان من اغني الدول الافريقية من حيث الموارد والثروات الطبيعية الهائلة في باطن الارض
نثق في جدية حمدوك في انتشال البلد من وهدتها و( اليد الواحدة ما بتصفق )! نقول للذين يطالبون الشعب بالخروج الي الشوارع اتقوا الله في هذا البلد حان الوقت وآن الاوان لرمي خلافاتكم السياسيه وراء ظهوركم ووضع الايادي فوق بعضها البعض لأجل وطن مزقته خلافاتكم ومطامعكم الشخصية
نطالب الحكومة بمراجعة قرارات رفع الدعم الاخيرة بما يحقق العدالة الإجتماعية اذ لابد من حلول عاجلة تستثني الفقراء قبل ذلك وبالضرورة الملحة عاجلا غير آجل علي حكومتنا بشقيها العسكري والمدني ان تعلن برنامجها التقشفي ووقف الصرف البزخي ومنع سفر المسؤولين الا للضروره الملحة حتي يسد الباب علي من يريدون إسقاط الحكومة وتأليب الشارع.