يسرية محمد الحسن .. طوبى لمن يعملون في صمت !!..
يسرية محمد الحسن
طوبى لمن يعملون في صمت !.
من البوابة الرئيسية الى الاستوديو لتسجيل برنامجنا حكايات صغيرة ومن الاستوديو الى مكتب محمد عبد الكريم مدير الاذاعة ومن ثم مكتب اسامه حسن الشريف واخيرا مكتب عبد الرحمن عبد الرسول وذلك للسلام والمجامله وبعد ذلك الي خارج اسوار مبنى الاذاعه والتلفزيون قاصدين بيوتنا، هكذا هو البرنامج الراتب اسبوعيا حيث اتلقى اعلاما من د.فيصل عبد الله بمواعيد حجز البرنامج قبلها بيومين ومن ثم ازور الاذاعه اسبوعيا لاجل ذلك الغرض.
حدث الاسبوع الماضي ان تغير موعد الحجز ونحن داخل الاذاعه وذلك حسب ما ابلغنا مدير اداره فنيي الاذاعه الزميل عباس محمود بان العمل جاري منذ الامس في تحديث استوديو صالحين ! دهشت جدا وسالته من فوري ماذا تقصد بتحديث هذه ونحن نحضر اسبوعيا منذ العامين ولم نلحظ اي شئ مما تقول ! واثناء حديثنا ذاك اذ بالاخ لقمان احمد المدير العام يدخل الي مكتب مدير ادارة الهندسه بالهيئه الاخت فتحيه، سحبني عباس من يدي عرفت انه يريدني ان استمع باذنيي لما يجري داخل الاذاعه منذ ما يقارب العام تقريبا وبالفعل القيت علي الجميع التحية ووسط ترحيب اهل الدار جلست وبجواري عباس و د.فيصل استمعت فعلا لحديث دار بين لقمان وفتحيه عن اخر ماتم من عمل في تركيب وتحديث استوديوهات الاذاعة السودانية وكان حديثا مطولا جدا ومفصلا بدقه شديده لاخر ما انجز من اعمال وحقيقه دهشت. غايه الادهاش وانا اسمع فتحيه وبفرح طفولي تتحدث ايضا عن كيفيه تشغيل اجهزه تسجيل قديمه كانت (مركونه) ومصنفه بانها مصنفه وموضوعه ضمن التخلص من الفائض بالهيئه في زمن مضي وكان ان دق عليها جرس المزاد الحكومي اكثر من مره ولم يرغب بها. مشتري ! تتحدث فتحيه بان مهندسي الاذاعه استطاعوا بتحديهم للمستحيل ان يعيدوها سيرتها الاولي وكيف انهم قد اقاموا احتفالا الاسبوع الماضي بهذا الانجاز الخرافي والذي وفر علي خزينه الدوله اموالا طائله من النقد الاجنبي واتاح للاذاعه السودانيه العمل بطاقتها القصوي في تسجيلات البرامج والنقل الخارجي.
لقمان يتحدث ويقول بعد ما استفسرته عن تحديث استوديوهات الاذاعه انه عمل كبير بدأ منذ دخوله الي مبني الهيئه ولم يكلف خزينه الدوله جنيها واحدا. لتتحدث المهندسه فتحيه لتكمل بقولها ان ذلك العمل الكبير تم بجهود مدير عام الهيئه وبعلاقاته الشخصيه مع الاتحاد الاوربي والمنظمات الدوليه التابعه للامم المتحده ومن فورها وقفت واستاذنت مديرها العام واصطحبتني الي جوله داخل الاستوديوهات التي تم فيها العمل وانجز باحترافيه ومهنيه فائقه وذهلت وانا التي احضر الي الاذاعه ولا اسمع مطلقا باي شئ من هذا القبيل الكل يعمل في صمت من المدير العام وحتي اصغر فني بالاذاعه طوفت علي استوديوهات جديده (لنج) وبمواصفات عالميه تضاهي استوديوهات البي بي سي روعه واتقانا من فرش الموكيت الحديث. وحتي السقوفات ! استوديو صالحين وعبدالله الطيب و(الممرات الداخليه لمجموعه استوديوهات حديثه وجديده كليا يجري العمل فيها بجد ونشاط وعزيمه رجال ابوا. الا ان يزاح ركام تراب الماضي البغيض وسحيق عن استوديوهات كانت في عداد مخلفات الماضي) اكثر ما اثار دهشتي العمل في صمت ! ودون ضوضاء ! وليس من راي كم سمع ! استوديوهات حديثه جدا تكلف ملايين الدولارات. واجهزه حديثه لا تجدها الا في اذاعات الدول المتقدمه كل ذلك وبجهد ابناء السودان المخلصيين بدءا من لقمان احمد وليس انتهاءا بفتحيه وطاقم ادارتها الهندسيه خرجت من استوديو عبد الله الطيب وقد تملكني الفخر والاعزاز لهؤلاء الجنود المجهولين ولم ينتهي الامر عند هذا الحد رافقت الزميل والاخ العزيز عباس محمود حيث بيان بالعمل ! احضر تسجيلا من مكتبه الاذاعه منذ بدايه ثمانينات القرن الماضي لبرنامج منوعات قدمته مع الراحل الفنان الفاتح قميحه وزوجته وقد كان عن سيرتهما الفنيه وحياتهما كزوجين وتجربتهما في الغناء معا والمثير جدا ان. (لعب) عباس الشريط في نفس الجهاز الذي. سجل عليه البرنامج وكان من ضمن التخلص من الفائض وقد اعاده مهندسو الاذاعه السودانيه سيرته الاولي ! بدعم واشراف المدير العام لقمان احمد الذي عمل ويعمل في صمت. محير ! في استحداث البني التحتيه للهيئه !! احسست حينها بالفخر والامتنان لهؤلاء الرجال رغم شح الموارد وقله الدعم الحكومي لجهازي الاذاعه والتلفزيون وضأاله مرتبات العاملين ! لم اجد ما اعبر به عن فرحتي بعظم الانجاز في تحديث الاستوديوهات بالهيئه ككل وبجهد شخصي خالص يحسب للاخ العزيز الزميل الاستاذ لقمان احمد اولا واخيرا ان كنا مقصرين في ابراز وجه الحقيقه في وقت مضي فالعذر لنا فالصدفه الجميله وحدها. هي التي ساقتنا لاكتشاف كنوز ثمينه من اراده الانسان السوداني ممثله في عظمه العاملين بقطاع الهندسه بهيئه الاذاعه والتلفزيون وعلي راسهم الباشمهندسه فتحيه والشكر من بعد الله للزميل الذي يعمل في صمت ويضرب اروع المثل في التفاني والبذل والعطاء الاستاذ لقمان احمد المدير العام لهيئه الاذاعه والتلفزيون.