السودان لماذا عليه القلق من الحوثي؟
الخرطوم – وكالات – لم يكن العبور من خلال البحر الأحمر بالنسبة إلى السفن التجارية الدولية يشكّل نزهة في أي وقت من الأوقات، وهو البحر الذي يقسم الشرق الأوسط المضطرب نصفين، ويمر من خلاله.
غير أن الاضطرابات وعمليات الاستهداف التي كانت تطال العبّارات وسفن الشحن، حتى العسكرية، لم تكن تتجاوز عنق البحر الجنوبي في مضيق باب المندب، في حين ظلت المنطقة الطويلة التي تطل عليها سواحل السعودية ومصر والسودان شبه آمنة من قوارب المعتدين، غير أن هجمات ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران تسابق هجمات القراصنة التي نشطت في وقت سابق قبالة سواحل الصومال وفي خليج عدن.
ميليشيات الحوثي التي امتهنت حروب الجبال عقوداً طويلة، عرفت بوصلتها أخيراً طريق البحر، لكن على طريقة الجبال التي تمرّست عليها. فذلك النوع من الحروب الذي يتجنّب أشكال المواجهة، وتسديد ضربات دقيقة ومحدودة بات يستخدم على الصعيد البحري، عن طريق المياه المقابلة للشواطئ التي تطلّ عليها الميليشيات.
شاركت القوات السودانية ضمن قوات تحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية منذ بداية عملية عاصفة الحزم في ٢٠١٥ وشاركت بفعالية قتالية في عملية السهم الذهبي لتحرير العاصمة الجنوبية عدن، كما انخرطت القوات السودانية ضمن تشكيلات مكافحة الإرهاب في محافظات جنوب اليمن وواصلت عملياتها الميدانية في تحرير باب المندب وساهمت في عمليات الرمح الذهبي لتحرير الساحل الغربي من اليمن ودحرت مليشيات الحوثي حتى بلغت وسط مدينة الحديدة التي توقفت عندها العمليات القتالية بموجب اتفاق استوكهولهم برعاية أممية.
لم تتوقف عمليات الاستهداف والقرصنة التي تطال سفناً في البحر الأحمر بالاضافة إلى هجوم ارهابي متعمد بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة استهدفت ميناء المخا المدني الذي أفتتح بجهود ذاتية من أهالي المنطقة بحثاً عن فرصة للمعيشة وانعاش لأقدم الموانئ التاريخية اليمنية، وهو ما يعيد أهمية ضمان حرية الملاحة في المياه الإقليمية على رأسها البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
ممارسات مليشيات الحوثي تظل مثيرة للمخاوف الأمنية حول أمن وسلامة الملاحة في جنوب البحر الأحمر، هذه المخاوف والقلق لتجنيب الموانئ السودانية والدول المشاطئة في هذا البحر الحيوي من مخاطر التصرفات الغير منضبطة واللامسؤولة من مليشيات الحوثي وهو ما يستدعي تحركاً دولياً يضع حداً للانفلات الحوثي والوضع المضطرب السياسي في اليمن.
من المهم اتخاذ اجراءات واضحة تضمن سلامة المنطقة فلا يمكن القبول بأعمال القرصنة البحرية وتهديد العالم برفض التعامل مع خبراء الأمم المتحدة وتحييد سفينة صافر النفطية التي تهدد البيئة البحرية وتدفع الدول المشاطئة لاتخاذ اجراءات سياسية وفقاً للقانون الدولي الإنساني ينهي الارتهان لمليشيات انقلابية تعيش على الابتزاز وممارسة أقصى درجات الخطر ضد نفسها والآخرين.