وثائق عالمية مسربة تكشف عن فساد لشخصيات مرتبطة بنظام الإنقاذ

326

الخرطوم- (تاق برس)- كشف تحقيق استقصائي جديد نشرت تفاصيله وكالة (DW) الألمانية، فساد أشخاص مقربين من نظام الإنقاذ، وبحسب تسريبات الوثائق ”وثائق باندورا”، أن الفساد ارتبط بقضية فساد في شركة سوداتل العامة الذي عرف حينها في الصحف السودانية باسم “فساد القرن”.

يكشف التقرير تفاصيل عمليات فساد كبرى في شركة “سوداتل” للاتصالات قام بها القياديان المقربان من نظام البشير عبدالباسط حمزة وعبدالعزيز عثمان

وبحسب (DW)، تكشف وثائق باندورا عن تحالف ضمّ رئيس مجلس الإدارة الأسبق لشركة سوداتل عبدالعزيز عثمان مع رجل الأعمال عبدالباسط حمزة،، لنقل أسهم من شركة سوداتل العامة إلى شركة “لاري كوم” السودانية الخاصة عبر شركة “إكسبرسو القابضة”، وتأسيس شركة أخرى تحمل نفس الاسم، “لاري كوم”، بشراكة الاثنين في جزر العذراء البريطانية، قبل إبرام الصفقات مباشرة، ما يُعد تضاربًا في المصالح.

وكشفت الوثائق المسربة، أن شركة إكسبرسو التي تملك سوداتل (75)% من أسهمها والبقية تملكها شركة حمزة، كانت قد تقدمت بطلب في العام 2008 إلى مكتب المحاماة البنمي (ALEMÁN, CORDERO, GALINDO & LEE) لتسجيل شركة في جزر العذراء البريطانية تحمل الاسم ذاته لشركة لاري كوم المحدودة للاستثمار. وتوزعت أسهم هذه الشركة البالغة (50) ألف سهم بين حمزة وعثمان. حيث تأسست في جزر العذراء البريطانية شبكة من الشركات المملوكة إلى سوداتل بشكل مباشر وغير مباشر، ويديرها مديرو سوداتل وإكسبرسو، خالد هاشم، وطارق حمزة زين العابدين، وطارق حمزة رحمة الله. وكانت لاري كوم هي الوحيدة في الشبكة المملوكة لأشخاص، عبدالباسط حمزة وعبدالعزيز عثمان، وليس لشركات.

وشاركت شركة لاري كوم التابعة لعبدالباسط حمزة في عمليات فساد بملايين الدولارات، وتصرفت شركة إكسبرسو في أسهم شركة سوداتل في نيجيريا، في صفقات مشبوهة تسببت في وقتها في احتجاج المساهمين في السودان ومحاصرتهم لمجلس الإدارة ضمن أحداث قضية “فساد القرن” التي تناولتها الصحف السودانية. حيث كان المستفيد النهائي من صفقات بيع أسهم سوداتل لـ”لاري كوم” هي شركة الزوايا التي أسستها مجموعة مقربة من البشير على رأسهم عبدالباسط حمزة وعبدالعزيز عثمان.

وبحسب لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد السودانيّة، كان هناك علاقة بين الصفقات التي تمّت بين هذه الشركات (سوداتل وإكسبرسو ولاري كوم) والبشير. وذكرت في بيان لها إن: “إكسبرسو كانت تسيطر على كل هذه الأموال، ولم يعد منها إلى السودان إلا القليل جدًا، وتمّ استثمارها خارج السودان لصالح عبدالباسط حمزة وآخرين وأسرة الرئيس المخلوع عمر البشير”. حيث إن شركة سوداتل شركة عامة، وكان على رئيس مجلس الإدارة أن يطرح الصفقات على الجمعية العمومية قبل إبرامها، وهو ما لم يحدث.

جاكسون أولدفيلد: الصفقات التي عقدت بين سوداتل ولاري كوم المملوكة لعبد الباسط حمزة، الذي تجمعه شراكة برئيس شركة سوداتل عبد العزيز عثمان، “تبدو أنها تضارب في المصالح”

وبحسب إفادة للمؤسس المشارك في مؤسسة “مجتمع مدني من أجل استرداد الأموال” (Civil Forum for Assets Recovery) الألمانيّة، جاكسون أولدفيلد، لـ(DW)، فإن هذه الصفقات التي عقدت بين سوداتل ولاري كوم المملوكة لعبد الباسط حمزة، الذي تجمعه شراكة برئيس شركة سوداتل عبد العزيز عثمان، “تبدو أنها تضارب في المصالح”.

 

whatsapp
أخبار ذات صلة