الإعلامية يسرية محمد الحسن تكتب.. أحسموا الفوضى .. !!!

فوضى الأسواق وفوضى المواصلات وفوضى، الاضرابات والمطالبات التعجيزية التي تطفح بها يوميا. مانشيتات الصحف. ومواقع التواصل ! ووالله ليعجب المرء كثيرا. من الذين يحملون اللافتات. ويصطفون صفوفا لأجل التصوير. بالهواتف النقاله ليروا صورهم وعلى وجوههم الابتسامات الصفراء !. اكثر ما أثار الاشمئزاز لتلك اللافتات البائسه التي ويا للعار ويا للأسف كن يحملنها المعلمات في وقفاتهن الاحتجاجية البائسة تلك. ومطالباتهن بمرتبات تفوق مرتبات منسوبي الجهاز التنفيذي بالدولة ! والانكأ والأمر ذاك الشعار الفقير إلى الحكمة والمنطق والبعيد كل البعد عن أخلاقيات المهنة العظيمة (مرتب ضعيف تباشيره تقيف )!! يالبؤس المنطق وفقره وقساوته !
ويالقبح ضمير من كتبه ومن رفعه ! الوضع الاقتصادي شبه المنهار الذي ورثته حكومة ديسمبر وخلو خزائن الدولة من المال والديون المثقلة التي خلفها نظام الإنقاذ طيلة ثلاثين عاما لا يمكن لأي حكومة في الدنيا ولو كانت تحمل عصا موسى لن تستطيع في ليلة وضحاها تحسين معاش الناس وأحوال الاقتصاد المنهار أصلا ! فكيف لمن يرفعون اللافتات ليل نهار أن يطلبوا المستحيل على الأقل في ظل هذا الراهن المأزوم ! وكيف لهذا البلد المنكوب بشعبه وحكامه وأهله أن ينهض وكل يغني على ليلاه ولسان حال الجميع نفسي !! نفسي !.
الحريه سادتي لا تعني هذه الفوضى التي نشاهدها يوميا وفي كل مكان تقع عليه عيناك ! متى يتجه هؤلاء المطالبين بلي ذراع الحكومة إلى العمل والإنتاج ؟ متى يتعلم هذا الشعب الكسول أن المطالب لا تأتي بالتمني بل بالإنتاج والعمل والكد والاجتهاد والعرق والتعب ! متى يتعلم هذا الشعب معنى الوطنية والتضحية والإيثار ووضع المصلحة العليا للبلاد فوق أي مصالح ذاتية؟ متى ومتى ينظر المطالبون ليل نهار هؤلاء والرافعون لللافتات المطلبية إلى شعوب أخرى من حولنا كانت ترزخ تحت خطوط الفقر جمعاء وبإرادة حقيقية وعزيمة ووطنية نهضت بلدانها وعبرت وانتصرت! متى نتعلم جميعا من اخطائنا ؟ ونسأل أنفسنا جميعا لماذا الدورة الخبيثة قدرنا المحتوم في الحكم ؟ ثورة شعبية يروح جرائها عشرات المئات من الشباب شهداء وحكومة مدنية سرعان ما تعصف بها المشاكل والأنانية المؤصلة في قياداتها والكنكشة والإقصاء والإقصاء المضاد ليحسم الأمر بانقلاب العسكر. شمولية إثر الأخرى تكمم الأفواه وتضع الجميع تحت ( البوت )! فثورة وحكومة مدنية فمظاهرات ومطالبات ووقفات احتجاجية وفوضى ما انزل الله بها من سلطان ! وهكذا دواليك ! الآن وقد طفح الكيل من تهديد أمن المواطن وجر البلاد إلى انفلاتات أمنية لا يعرف المرء مآلاتها وإلى أين ستقود هذا الوطن الجريح المرهونة إرادته للاستخبارات الإقليمية والعالمية وتتحكم في مصيره دولا همها ثروات السودان العظيمة.
طفح الكيل من تهديد الزعيم القبلي ترك لوطن بحاله ويا لسذاجة منطقه وهو يدمغ جريمته النكراء بالسلمية ؟ عن أي سلمية تتحدث يا هذا وأنت تعرّض الوطن بحاله لفوضى وانهيارات اقتصادية وصحية جراء فعلك القبيح في خنق البلاد بقفلك للطرق القوميه واحتلالك للموانئ وتخريب المنشأت النفطية! ما دخلك وأنت زعيم قبلي بالسياسة؟ ومن الذي فوضك باسم شعب السودان لتطالب بإسقاط الحكومة؟ و و و. يا سبحان الله.. كل ذلك والمكون العسكري في السيادي والمسؤول الأول والأخير عن أمن البلد وأمان المواطن يقف متفرجا ! أليس ما يفعله ترك يدخل في نطاق الحرب ضد الدولة وإعاقة الفترة الإنتقالية؟ من حق مواطني البلاد كافة المطالبة بحقوقهم المشروعة دون اللجوء إلى التخريب وتعريض حياة الناس للخطر . الهدندوه قبيلة من القبائل الست بالإقليم لا يحق لهم التحدث باسم الجميع دون تفويض من الجميع. اتفاقية جوبا لا مجال للتراجع عنها بل يمكن بالحوار السلمي والنقاش الهادئ إلى التوصل لتفاهمات تعطي كل ذي حق حقه. والأجدر والأوفق أن يجتمع أهل الشرق كافه في طاولة للحوار للتوافق على اجندات حوار لا تستثني احدا وتكون موحدة لرؤى الأطراف كافه بالإقليم .. ما يقوم به الآن الناظر ترك من فوضى شاملة تقود البلاد إلى منعطفات خطيرة ربما تودي بكل انجازات الثورة في الاتجاه إلى مدنية الدولة. وربما قادت إلى فتح شهيه آخرين من الطامعين في السلطة في اقاليم البلاد إلى السير في طريق ترك ذاته وحينها جميعكم مطالبون برفع الفاتحة على وطن اسمه السودان.