يسرية محمد الحسن .. وجعي على وطني !!…

في حلقه من حلقات برنامجه الشهير في الثمانينات وعلى شاشة التلفزيون قدم الباحث في التراث الشعبي والمؤلف والقاص والكاتب الطيب محمد الطيب حلقة من صوره الشعبية في منطقة خلوية من مناطق شمالنا النوبي، استضاف الطيب وقتها “اعمامًا” له كما طفق طوال حلقات البرنامج الثلاث يتحدث اليهم بهذه الصفه مرادفة باسم كل منهم كانوا جميعهم كما حدثنا الطيب وقتها في منطقه الحدث ذاته !!

والحدث الذي شاء ان يحدثنا عنه اعمامنا في تلك الحلقات وحرص ان يوثقه للتاريخ الطيب محمد الطيب (طيب الله ثراه) يحكيه لنا هؤلاء الرجال البسطاء الذين تجاوزت اعمارهم الثمانين قد تزيد ولا تنقص ! هكذا اوحي لنا الزمن برسمه لخطوطه القاسيه علي جباههم ووجوههم وعروق اياديهم النافره !
بدأ حديثه العم صالح ووقف يؤشر بيديه علي رقعه واسعه من الارض اليباب امامه ويقول : ياها دي الواطه القبيل جابونا نحفرا ليهم الخواجات ! لم يتذكر التاريخ حين قاطعه الطيب… طيب ياعمنا صالح الكلام ده كان السنه يا تا ! كرفس صالح وجهه ووضع يده علي جبينه وصمت قليلا، ثم قال، والله ما بتذكر الا كان وكت الانجليز حاكمين البلد !..

وواصل سرده للحكاية.. الخواجات ديل جونا في الحلة هناك راكبين الحصين وشايلين حبال غليدة خلاص ! لقونا في الجروف عند الزراعة عزلونا عزيل.. الوكت داك نحن شباب ماشاء الله تبارك الله ماكلين التمر وشاربين السمن واللبن (يضحك) وتظهر “سن واحدة” فقط في الفك العلوي من فم عمنا صالح ليستلم منه سرد الحكايه العم بشير..

جابونا خمستاشر راجل هم راكبين فوق حصينم ونحن ماشيين بالواطة لامن وصلونا هنا رصونا جنب بعض والزول الريس حقهم نزل من حصانو كانوا خاتين في الفجه دي قبال يجونا كواريك وحفارات وشيتا كتير خلاص شوالات الا كبيره شديد ما زي حقاتنا ديل ولونن ابيض ! اها الجماعه الخواجات ديل كانو 25 راجل ادونا الكواريك والفؤوس وقالولنا حفروا الفجه دي هم حددوها لينا بالحبال اها قالو بدونا قروش يواصل عم صالح الشغله دي استمرت سبعه يوم يودونا ويجيبونا الصباح ماعرفنا قصتم شنو الا اليوم السابع قريب العصر ..اكان نلقي الفجه دي كووولها ملانا ازيار كبيرة مغطية… وقفوا فوقنا مانضرب الازيار عشان ما تتكسر ! ..بي شويش بدينا ننقل ليهم الازيار .. “تقيله خلاص”.. هم يمدوا لينا الحبال جووه الحفره الغريقة دي ونحن نربط كل زير ربطتت سمحة وهم يجروهو لي فوق.. صدق يامؤمن الله بس اراد يورينا الفي الازيار ده الزيرين الاخيرين اكان لقيناهن مشققات ومسكتنا للحبال فوقن اتكسر جزء كبير منهم الاتنين واكان نشوف ليك الدهب جه مدفق.. دهب كتير خلاص يلمع زي الشمش ..دي اتاريها الزيار ال 25 زير دي كلها ملانات تب بالدهب !! و… تواصلت الحلقات الثلاث من بعد ذلك توثق لذلك الحدث في ذلك الزمان !!

وفي زماننا هذا وفي العميين الاخيرين طالعتنا وبكثافه الاخبار عن ضبطيات مهوله للمعدن النفيس بعضها تم عند بوابات مطار الخرطوم والاخري في الطرق البريه التي تربطنا بدول الجوار .. وثالثة لشركات واجانب من شتى دول الغرب والشرق تنهب في ثروات بلادنا وعلى عينك يا حكومة!
وبالامس ضجت المواقع الاعلامية الكثيفة على تطبيقات التواصل الاجتماعي بصور لمروحيات غريبة ضبطتها لجان المقاومة من شباب منطقة المحس التي تحرس التروس بعد غلقها لطريق شريان الشمال قالت حطت على مناطق خلوية سمتها باسمائها وقامت بتصوير تلك المروحيات التي قالت انه كان قد ترجل عنها “خواجات” برفقة بعض السودانيين !!

اذكر ان في اواخر زمن عهد الانقاذ تناقلت الاخبار هبوط مماثل لمروحيات اجنبية وفي نفس المناطق في شمالنا النوبي وعند تفتيشها بواسطه قوة عسكرية هي التي قامت بضبتها تبين انها تحمل شحنه من الذهب! بينما جاء في الاخبار المتداولة في اليومين الماضيين ضبط طائرة من نفس الطراز محملة بكمية من الذهب المصقول !! وان جهة خارجية تتبع لها الطائرة !!

حكومتنا الموقرة ايعقل هذا ؟!!. افيدونا فقد استباح الوطن بغفلة ابنائه ونهبت ثرواتنا !!.

يسرية محمد الحسن .. صحيفتي اخبار اليوم والقوات المسلحة