يسرية محمد الحسن.. العشق الخالد ..!!!!
هو شئ مثل العشق الماورائي للمتصوفه … مثل حب قيس. لليلي … مثل غرام النوارس الازلي بالاسفار !:.. وقبل نحو شهرين اخطرني احد الذين يهيمون حبا بالاذاعه بقرار اختياري رئيسه للجنه المذيعين بالتلفزيون القومي … وهو الذي يشغل الان منصب المدير العام لهيئه الاذاعه والتلفزيون .. انه رفيق الدرب والمشوار وزميل عشقنا الابدي. ( هنا. ام درمان ) ! انه الاذاعي والباحث. الفذ. في التراث والبرامجي والاداري الكبير الاستاذ ابراهيم البزعي … ماكان لي ان ارفض له طلبا … سيما وانه احد الذين يشاطرونني العشق الصوفي هذا نفسه لمايكرفون الاذاعه..وقد اعترفت بهذا الحب خلال عديد اللقاءات الاذاعيه والصحفيه والتلفزيونيه التي اجريت مع شخصي .. بل وذكرت اكثر من مره ان التحاقي بالشاشه كان علي غير رغبه مني ! فمن يهوي مايكات الاذاعه يصعب عليه ان يرضي بديلا بغيرها .. وحتي وان اقتضت ظروفه التنقل بين وسائط الاعلام الاخري فانه ينطبق عليه بيت الشعر القائل ( نقل فؤادك حيث شئت من الهوي .. ما الحب الا للحبيب الاول )!.. مايكرفون. اذاعه. هنا ام درمان له سحره الذي لا يقاوم ليس للمذيع وحسب وانما حتي بالنسبه لعشاق سماع الاذاعه من مستمعيها .. واحد اوجه هذا السحر ان اثيرها محفز للخيال ! فهو يحلق بك في سماوات لا تحدها حدود الزمان. والمكان كما هو الحال في الشاشه ! فالتمثيليات الاذاعيه علي سبيل المثال لا تكبل خيالات المتلقي في اطر مفروضه عليه سلفا فكل مستمع يمكنه ان يسرح بخياله في دنياوات اطر من صنعه هو او من صنع بيئته هو .. او من صنع ذكريات ماضويه تخصه هو ! وهذا مايزيد من درجه تفاعله الابداعي والامتاعي مع احداث العمل الدرامي المبثوث عبر اثير الاذاعه ! والشئ نفسه يحدث للجالس امام المايكرفون فتكون هنالك الف ثلاثيه الابعاد مابين المذيع والمايك والمستمع ! . واذاعه هنا ام درمان تحديدا كانت المدرسه العتيقه والمعتقه التي افرزت لنا عباقره في مجال الاعلام المرئي والمسموع فاهدت ذاكرة الاعلام والابداع في بلادنا حمدي بولاد وسمير ابو سمره.. عبد الرحمن احمد محمد صالح. علم الدين حامد محمود ابو العزايم. ابراهيم البزعي اسامه حسن شريف محمد سليمان جراب الحاوي عبد المطلب الفحل حمدي بدر الدين صلاح الدين الفاضل ارسد محمد خوجلي صالحين، والاستاذ الدكتور عمر الجزلي الذي نبعث له بالتحية ونتمنى له عاجل الشفاء وهو في مغتربه بامريكا وهو احد نجوم الابداع الذين لا تخطئهم العين.. والقائمه تطول وتطول. وتطول بطول ما اتحفت به اذاعه. هنا ام درمان مستمعيها وعشاقها علي مر الازمان من لدن جيل الاوائل مرورا بجيل ملكه المايكرفون ليلي المغربي واميراته محاسن سيف الدين وسعاد ابو عاقله واكرام الصادق وحتي جيل السائرين علي الدرب الان من الذين ما بدلوا تبديلا في ارث تقاليدها المقدسه مع استصحاب ضرورات الحداثه فلا غرو ان نجد ان افضل القارئين والقارئات لنشرات الاخبار الان هم الموجودون بين جنبات اذاعه ( هنا ام درمان ) او كانوا عليها زمنا. ورحولوا باتجاه الشاشه. وهنا تحضرني بقوه. الشابه المحترمه والراقيه العطاء والاطلاله نازك بن عوف.
ماحفزني للكتابه اليوم عن العشق الخالد هذا وعشقي انا نفسي الابدي شئ حدث في سياق لجنه المذيعين التي اشرت اليها فقد رايت اني استعنت بزملاء اعزاء من نجوم هنا ام درمان لرفد شاشه القومي بما تشبعوا به من ارث اذاعي لم ينقطع بانقطاع تواصل الاجيال فتواصل الاجيال هذا هو الذي يميز اذاعه السودان الي اليوم الي يوم الناس والفضاءات. والفضائيات و ( الاف. امات ) هذا .. وتخيرت من الزملاء هؤلاء رفقاء الدرب الاذاعي الحبيبتين. فتحيه ابراهيم و ( لولا ) او ليلي عوض. التي كانت طفله يدللها ابو الاذاعيين محمود ابو العزايم بمناداتنها لولا ! فاذا بهما تعتذران بصيغه واحده ( لا لا عليك الله ي يسريه اعفينا. من الشاشه) ! فالقلب وما يريد ! وقديما قال الشاعر : وذو الشوق القديم وان تعزي مشوق حين يلقي العاشقينا !!
فحرك تمسكهما هذا بالمايكرفون في دواخلي وتر عشق قديم باق لهنا ام درمان ..
انه العشق الخالد …!!
والاول من امس احتفل العالم باليوم العالمي للراديو وكان ان بدأت. اذاعه ام درمان احتفالاتها بالحدث التاريخي قبل مده ليست بالقصيره كعاده اهلها دوما. فهم سباقون للتميز والتفرد في كل شئ ارث. خالد توارثته اجيال من وراء اجيال . مدرسه. هي هنا ام درمان. في المباداه والمبادره والتجويد والتميز والابداع. الما منظور مثيله فكان اسامه حسن شريف. مدير الاذاعه الحالي واركان حربه في الموعد تماما. وشنفت اذاعه ام درمان اذان مستمعيها ومحبيها وجمهورها العريض بروائع ابداعات الاولين العباقره والخالدين من عهود التاج حمد ومتولي عيد وخاطر ابوبكر ومحمد صالح فهمي مرورا بازمان معاويه حسن فضل الله ومحمد سليمان بشير ومحمود ابو العزايم وليس انتهاءا بصالحين وعلي ذكر الاخير جاءات الاحتفالات متضمنه افتتاح استوديوهين حمل الاول اسم العلامه الفذ عبد الله الطيب والثاني الاذاعي الفخيم صالحين وهو جهد مبارك وميمون وكبير بدأ التفكير فيه وبدايه تنفيذ الفكره منذ العام 2013 علي يد مديره الهندسه وقتها. الراحله المقيمه كوثر وخلف من بعدها خلف وجيئ بمديرين عددا لاداره هيئه الاذاعه والتلفزيون من ابناء الحيشان لم يبرحوها. ولم يغادروها قيد انمله عركتهم التجارب وزادتهم خبرات متراكمه فابدعوا وواصلوا مع ادارات الهندسه المتعاقبه العمل علي استجلاب ال 7 استوديوهات وعربه النقل الخارجي للاذاعه السودانيه فكان جمال مصطفي واسماعيل عيساوي وجادين ومحمد حاتم سليمان والمهندسي الافذاذ حسن احمد عبد الرحمن واحمد. مرورا. ببدور. واخيرا فتحيه عملوا بطاقاتهم كلها لاستجلاب الاجهزه رغم تعنت ادارات وزاره الماليه في كل العهود السابقه. في تسهيل المهمه بدعاوي شح المال ليجئ المدير الحالي ويستكمل مابدأه السابقون ويعمل علي نقل الاجهزه من بعد وصولها مطار الخرطوم وميناء بورتسودان. الي الخرطوم وحسب علمنا ان الشركه التي ابرم معها العقد مازال لديها مطالب ماليه حتي تستكمل العمل الفضل كل الفضل والشكر كله للادارات السابقه في مجهوداتهم الكبيره والعظيمه للارتقاء بالاذاعه وتحديث استوديوهاتها وان حاول البعض سرق مجهودات الاخرين ونسبها اليه وطاقمه فهو ظلم كبير واجحاف بين في هضم حقوق الاخرين وهو عمل لا يشبهه الا اصحابه..
اللقاء التلفزيوني المثير للجدل الذي اجراه لقمان مع فخامه الفريق اول البرهان قائد الجيش والممثل الان لرأس الدوله لم يخرج من كونه استعراض عضلات لمقدم اللقاء وتنطع مثير للاشمئزاز اكثر من كونه مقابله كان ينبغي لها ان تستصحب اولا ادب الحديث امام الشخصيه الاولي والاهم في الدوله وكيفيه الحلوس بكل الاحترام وعدم استعمال لغه الجسد المستفذه تلك لاي سوداني وان كان في خانه المعارض والرافض للبرهان ! مثل هذه الحوارات واللقاءات السياديه لها مدارسها واساليبها التي لا تخرج ابدا عن ادب الحديث في طرح الاسئله والانصات بكل الاحترام للشخصيه السياديه وعدم اللجوء الي الاستفذاذ وتكرار الاسئله بل واختيار نوع الاسئله ذاتها التي تستصحب الواقع السياسي والمعيشي والامني والاقتصادي وعلاقات البلاد الخارجيه والتعاطي مع الواقع المازوم بفن يخرج منه المشاهد بفائده وتطمينات تهمه في معيشته اولا ومستقبل البلاد السياسي والاقتصادي، ثانيا بدلا عن كل هذا التهريج الذي شاهدناه من مقدم اللقاء الذي اخد خانه المدافع عن قحت الهالكه وحمدوك الهارب !! شكرا قائد الجيش لاجاباتك الصريحه وتحملك في حلم وصبر تحسد عليه لتطاول وبجاحه لقمان اهلي وعشيرتي واحبابي وزملائي في امنا الحبيبه. هنا ام درمان كل سنه وانتم طيبون.