يسرية محمد الحسن … وكيف يجهلوك !!..

169

وكيف يجهلوك..كيف يجهلوك !!..

بالبدر او بالزهر هم ما انصفوك..

يا جميل لو اوصفوك !!..

طفرت من عيني دمعة حرى وانا اتابع احتفالات امنا الحبيبة “هنا ام درمان”،  وهي تنتفض من أعلى قمة الهرم فيها مديرها الشاب الخلوق أسامة حسن شريف وحتى خميس صانع قهوة المدير !

بلل الدمع مقلتي وقد طار الخيال مني وحط رحاله في ذياك الزمان الباهي ورائع وجميل، حيث فطاحلة الزمان وفرسان الاذاعة وجهابذتها.. محمد سليمان بشير معاويه حسن فضل الله الخاتم عبد الله عبد الوهاب احمد صالح السر محمد عوض علي الحسن مالك عمر الجزلي متوكل كمال علم الدين حامد عبد الرحمن احمد محمد صالح ذو النون بشري صلاح الدين الفاضل ارسد. ابراهيم البزعي وبقيه العقد الفريد من فطاحله الزمان. ابو العزايم صالح محمد صالح. صالحين وغيرهم. وغيرهم من ذبده. ذبده الابداع في بلادنا
طوفت بي الذاكره عند محطات مختلفه. وعهود بعيده. واخري قريبه والخيال يحط رحاله لدى البعض منهم ويقف بكل الاحترام ليقول سلام. ويعيد سلام والف تحيه واحترام لواضع بصمة الرقمنة الحديثة على كامل اجهزة تسجيلات الإذاعة السودانيه ومكتبتها التي تحدثت في عهده بل كل المبنى الذي يضم مكاتب واستوديوهات هنا ام درمان لم تكن قد وطأت قدماي الإذاعة السودانيه ردحا من الزمن فقد شغلني عمل المراسلين الذي سرق اجمل سنوات عمري وهداني تجارب وخبره في كيفيه صناعه التقارير الاخباريه المصوره بالنظم العالميه الحديثه بل شرفني بالاحتكاك بشعوب افريقيه هدتها النزاعات القبليه واقعدت بلدانها عن ركب التطور والنماء وان كانت فترات معايشتي لها بسيطه لكنها بحساب الربح والخساره مكاسب رائعه باضافه كم هائل من معلومات قد لا نجدها في اضخم المراجع الوثائقيه وليس من راي كم سمع او دون !.
كان نهار من نهارات شهر رمضان المعظم ونادي علي رفيق الدرب الاخ الزميل الصديق عصام الدين الصائغ.. ارحكي. معاي نمشي دار الإذاعة ! هكذا هو دوما عصام. خفيف الظل ولطيف. لا يذكر المبنى المجاور لمباني التلفزيون. من الجهه الشرقيه الغربيه الا بقوله وهو يبتسم دار الإذاعة.. ذهبت معه وكنت كما اسلفت لم تطأ قدماي دار الإذاعة سنوات ليست بالقليله !!
لكم ان تتخيلوا مدي الدهشة التي ارتسمت علي وجهي وانا اري مبني من الخارج هو. نفس المبني والشكل وما ان خطوت اول خطوه بالداخل حتي ذهلت ! تغيرت الإذاعة السودانيه من الداخل تماما. وكانما يد ساحر بارع قد امتدت اليها. في هذه السنوات القليله لتحيل المبني القديم الي حديث فخم وجميل ورائع وعند طوافي بالاستوديوهات للتحيه والمجامله لزملائي الفنيين وجدت العجب العجاب ! نفس الاجهزه الرقميه الحديثه التي شاهدتها في إذاعة البي بي سي في زمن مضي هي نفس الاجهزه التي استجلبها مدير الإذاعة وقتها للحبيبه هنا ام درمان وطوف بنا الزملاء علي كل المبني الحديث وجميل ومواكب حتي مكتبه الإذاعة طالها التحديث والرقمنه فاصبحت تضاهي المكتبات الاذاعيه في كبريات الاذاعات العالميه شئ مبهر عمل عظيم وكبير وياله من اداري نادر مدير الإذاعة انذاك وهو قد انجز كل هذا العمل في صمت. اي والله. لم نراه تحدث بذلك. ابدا وهذا ما كان سبب دهشتي وانا اهم بدخول الإذاعة .
افقت من سرحان خيالاتي وانا اتابع احتفالات الحبيبة هنا ام درمان. بالمنزل، وسبب دموعي اني لم اكن ضمن من وجهت لهم الدعوة وبينما يتم استعراض لاسماء من تقلدوا الادارة العليا بالإذاعة واسماء نجومها الزواهر ارخيت السمع وقد حشدت احاسيسي كلها لأحيي مع مقدم الحفل ذاك الرجل الاعلامي المطبوع والذي عمل كل هذا الجمال الذي نراه الان في مبنى إذاعة ام درمان وأستديوهاتها بل لاصفق ولا داعي بعد ذلك لدموعي الحزينة ولكن ويا للفاجعة وياللهوان وياللنكران والحجود انتهى المدير الحالي من ذكر اسماء اختارها فيما يبدو بعنايه متجاهلا ذاك الرقم العصي والاسم اللامع في سفر تاريخ هنا ام درمان الحديث وباني نهضتها ومحدث اجهزتها ومبانيها. وانسانها … كيف يجهلوك استاذنا. واستاذ الاجيال وباني نهضة الإذاعة السودانية الحديثة الفخيم والعظيم رفيع الشأن. المدير الاسبق للإذاعة السودانية في عصرها الذهبي عوض جادين.. بالبدر او بالزهر هم ما انصفوك ياجميل وكيف يجهلوك !!..

أخبار ذات صلة