يسرية محمد الحسن تكتب .. فطاحلة الزمان ..!!
هو احد رموز الفن السوداني الاصيل واحد اعمدته الراسخة التي بني عليها وخرج من رحمها واوردتها وشراينها الفن الغنائي الحديث بدأ مشوار حياته الفنية باكرا ومنذ اول ظهور له كمغني على الساحة الغنائية في السودان وعند سماع الجماهير السودانية العريضة الذواقة للفن الاصيل أولى اغنياته التي صاغ كلماتها شعرا وقام بتلحينها وغنائها حتى التقطتت اذاعة هنا ام درمان الاغنية ولروعتها وجمال صوت فنانا العظيم وسهولة حفظ كلماتها، حتى بدأت الاذاعة السودانية تذيعها وفي اليوم اكثر من مرة.. اعجب به وبصوته الحنون الطروب الملايين وسطع نجمه وطار اسمه لعرفه راعي الضأن في الخلاء استاذنا الفخيم والمطرب والملحن والشاعر الكبير المثقف الكبير الطيب عبدالله يعد من ذبدة الذبدة من رموز بلادنا الفنية والموسيقية والثقافية والأدبية وعلة المحيط الاقليمي اذ تفوق بقدراته الفنية والتطريبية العالية علة كثير من فناني زمانه وعلى محيط الشرق الاوسط برمته ! من منا لايذوب وجدا ويتمايل طربا وتنتشي روحه وتمتلئ لتفيض رونقا عذبا وجمالا ونشوة وهياما وهو يستمع الى هذا الصوت المخملي والاداء الفائق عذوبة وندواة وجمالا اخاذا ياخذك الى عوالم الدهشة ومواطن الجمال الابداعي الخرافي المبذول شلالات فرح غامر راائع وبديع
إسمهُ الكامل – الطيب عبدالله احمد الذبحاني مواليد مدينة شندي العريقة 1941م شمال الخرطوم وهو مطرب وشاعر وملحن سوداني من اصل يماني مشهور ذاع صيته وبزغ نجمه عاليا منذ بداياته الاولى في الستينيات في سماء الطرب ابان العصر الذهبي للغناء والفن السوداني ..
اشتهر الأستاذ الطيب عبدالله بعذوبة صوته ذا الطابع الحزين وتمكنه من امتلاك القرار والجواب في الاداء الغنائي وانتقاء الكلمات الرقيقة البالغة الحساسية واجمع الكثيرون من معجبيه بانه فنان استماع بالدرجة الاولى ..
نشأ وترعرع في مدينة شندي لأب يمني-المرحوم عبدالله احمد الذبحاني- كان تاجراو قد قدم من اليمن من لواء تعز من قبيلة ذبحان من منطقة التربة الحجرية المعروفة ليستقر في مدينة شندي بالسودان في اوائل العشرينيات ويتزوج من شقيقة خيلانه ” التيمان ” شركائه في التجارة من قبيلة الجعليين الزيداب .. توفي والده وهو صغير السن في عام 1948م بشندي ودفن فيها وكان اخوه الأكبر سليمان بمثابة الراعي الاول له ليواصل تعليمه ويتخرج في معهد التربية بشندي كي يعمل في مجال التدريس وكان ذلك في اخر الخمسينيات وكان له اهتمام بالادب والتراث العربي القديم وقد حفظ منه الكثير وكانت موهبته الواعدة في الغناء قد بدات تتصاعد بشكل ملحوظ حيث كان قد اتقن حينها العزف على العود وجذب بصوته الرائع اعجاب الكثير من الناس في مدينة شندي
كان أهم ما تميز به هو وضوح مخارج الحروف العربية والنطق السليم لها. كان شقيقه الأكبر سليمان عبدالله والاصغر عوض عبدالله و باقي اخواته و اقربائه قد شجعوه كثيرا واهتمو به وتوقعوا له ان يصبح فنانا كبيرا وقد تعلم العزف على آلة العود علي يد بن خالته الفنان الخاتم الطيب مكون الثنائي الغنائي ( الثنائي ختم وحسن )..
وتعتبر الاسرة أسرة فنية مترعة بالفنون .. إذ تحتضن كذلك بن خاله الدرامي الراحل سليمان حسين ( جحا ) الذي جسد شخصية جحا ببرامج الاطفال وأيضا بن أخته بريقع ..
شارك للمرة الاولى بوصلة غنائية في حفلة بمسرح السينيما بمدينة شندي في اوائل الستينيات وكانت هذه هي المرة الاولى التي يراه مسؤولون كبار من لجنة اجازة الاصوات حضروا من اذاعة ام درمان بالخرطوم وابدوا اعجابهم الشديد به ودعوه للحضور إلى اذاعة امدرمان . اهتم به أحد كبار رجال الدولة والسياسة في الحكومة السودانية انذاك وهو الدكتور ادريس البنا الذي كان رئيسا لمجلس راس الدولة في منتصف الثمانينيات ولطالما ذكرالفنان الطيب عبدالله بانه كان الاب الروحي له حيث قدمه للاوساط الفنية المرموقة كفنان قادم وجاهز للعطاء وليس لصقل الموهبة وتفاجأ الطيب عبدالله عند ذهابه للاستوديو لاول مرة عندما تصور بانه سوف يخضع لامتحان من لجنة الاصوات ليفاجئه اعضاء اللجنة بانه قد تم اعتماده كفنان من الدرجة الاولى مسبقا وانه مطلوب منه ان يبدأ فورا بتسجيل اولى اغنياته وهي اغنية أماني من كلماته والحانه حيث كان مطلعها :
كيف هان عليك يا حبيب تسلاني .. وتنسى عطفي عليك وحناني.. سيب الخصام وتعال صافيني يا حبيبي الدنيا أماني ..
فقد لاقت الاغنية قبولا فاق كل التكهنات والتقدير واصبحت تذاع عدة مرات في اليوم الواحد وذلك لما كان يتمتع به المذياع – الراديو-كوسيلة اعلامية قوية في ذلك الوقت .وبرز الفنان الطيب عبدالله كفنان ذا حس فني عال وفي زمن قياسي مما جعله يحترف الغناء وبالرغم من انه كان يكتب ويلحن اغانيه الا ان كبار الشعراء كانوا قد عرضوا عليه اشعارهم وقدم منها الكثير. استمر الطيب عبدالله في تقديم روائعه الفنية الخالدة للجمهور واصبح نجما ساطعا في عالم الغناء السوداني ..
اغنية يافتاتي :
جذبته ذات مرة القصيدة الرائعة بالعربية الفصحى – ذات الفراء (والتي عرفت باغنية يا فتاتي) لأحد الشعراء السودانيين الكبار وهوالشاعر الطيب محمد سعيد العباسي تضمنت القصيدة كيفية الحالة النفسية التي انتابت الشاعر الذي كان بالقاهرة ذات يوم عندما هم بمغازلة إمرأة قبطية جميلة تمشي على الطريق فما كان منها الا ان عيرته بسواد لونه قائلة له عليك ان تمد لحافك على قد رجليك…الخ
فما كان من الشاعر الا ان قال : يا فتاتي ما للهوى بلد ..
كل قلب في الحب يبترد وانا ما خلقت في وطن في حماه الحب مضطهد ..
فلماذا اراك ثائرة وعلام السباب يضطرد ..
ألأن السواد يغمرني ..
ليس لي فيه يا فتاة يد ..
قام الطيب عبدالله بتلحين هذه القصيدة وتسجيلها في الاذاعة واختار موشحا يقدمه قبل الاغنية للشاعر العباسي الكبير بالفصحى ايضا وهو -فارقتها والشعر في لون الدجى- فلاقت رواجا لم يتصوره الكثير من الناس حيث اصبحت واحدة من أهم واشهر اغاني الطيب عبدالله ..
من المفارقات العجيبة لهذه الاغنية انه في عام 1970 كان العقيد معمر القذافي قد حضر في زيارة رسمية إلى السودان وليلتقي ايضا بالرئيسين جعفر النميري وجمال عبد الناصر واثناء حفل الغداء طلب ان يحضر الطيب عبدالله ليغني له اغنية يا فتاتي لانه احب هذه الاغنية جدا ولم يكن للفنان الطيب عبدالله هاتف بالمنزل فتم اذاعة الخبر على الهواء في الراديو حوالي الساعة الثانية ظهرا وجاء فيه (المرجو من الفنان الطيب عبدالله التوجه إلى القصر الجمهوري فورا) ..
ولم يعرف الطيب عبدالله سبب استدعائه وخشي ما خشي إلى ان حضر وسلم على الرؤساء الثلاثة ووجد الاوركسترا في انتظاره لكي يغني اغنية العقيد القذافي المفضلة يافتاتي…!!!
التقى في القاهرة عام 1969 بالملحن المصري المعروف محمد الموجي واستمع اليه واعجب بصوته جدا وذكر ان الموجى اضطر ان يلغي ارتباطاته كلها في ذاك اليوم مع الفنانيين الذين كانوا في انتظاره وقال لهم لقد جاءنا صوت شجي وحنين من جنوب الوادي يمتلك امكانيات هائلة وكانت هناك فكرة وهي ان يغني الطيب عبدالله بما عرف بالسلم السباعي او الربع الا ان الموسيقار الموجي كان قد نصح الطيب عبدالله بالبقاء على مقام الفن السوداني المعروف بالخماسي وانه لاحوجة للغناء بغيره لطالما عنصر الابداع متوفر فيه بغزارة ..
من اغانيه المعروفة والمشهورة :-
اغنية أماني-من كلماته والحانه
اغنية نبع الحنان-من كلماته والحانه
اغنية سهران بهاتي من كلماته والحانه ..
اغنية السنين وهي من اقوى اعماله الفنية والتي كتبها ولحنها وكان يبدأها بموشح -بنان العامرية لقيس بن الملوح وهو من الشعر العربي القديم. واغنية ست العيون للشاعر عوض جاد الله -من الحانه. واغنية طريق الشوق وهي من كلماته والحانه واهداها بكاملها للفنان الاستاذ عبد العزيز المبارك. اغنية ( بدون كلمات ) تمد الإيد ونتسالم للشاعر تاج السر عباس. اغنية ارض الحبيب للشاعر المرحوم مبارك المغربي. اغنية ليل الفرح للشاعر د.محمد عبدالله سليمان. اغنية يخلق من الشبه اربعين للشاعر عز الدين هلالي. اغنية مسكينة المحبة للشاعر الصادق الياس. اغنية ليالي الغربة للشاعر الاستاذ هاشم صديق. اغنية الابيض ضميرك للاستاذ إسحق الحلنقي وكذلك موشح كسلا الرائع. اغنية تاجوج . اغنية الحقيقة المرة للشاعر المرحوم إسماعيل حسن واغنية اللاهيك جمالك من كلماته والحانه .. ويالمصيرك تنجرح للشاعر محمد الجندي. اغنية الق الشجون اوالمعروفة باغنية لالا الساعة وقفت من مشيها-للشاعر المرحوم الاستاذ كمال محيسي. اعتاد الفنان الطيب عبدالله بالقاء موشحات من شعر بن زيدون في ولادة مما يجعل المستمع يستعد للاستماع لاغنية رائعة..
وهناك الكثير من الاغاني التي الفها الاستاذ الطيب عبدالله ولم يتم تسجيلها حتى الان.
بقي الفنان الطيب عبدالله خارج السودان لفترة طويلة في السعودية بجدة والرياض تجاوزت الثلاثة عقود فغنى له الكثير من الفنانين الشباب من الجيل الذي ظهر في الثمانينات ..
*حياته الشخصية*
تزوج الطيب عبدالله بعد ان سطع نجمه عالياً عام 1966 من الممثلة المسرحية والتلفزيونية والاعلامية السيدة نعمات حماد الفادني وهي من مواليد مدينة كوستي ،
وهي من اسرة الشيخ الفادني المعروفة وهي ام لابنائه دكتور طارق الطيب عبدالله وهو الابن الأكبر ودكتورة الهام الطيب عبدالله المقيمان بلندن ..
وبعد انفصالهما تزوج ثانية عام ١٩٧٩ من السيدة المرحومة نعمات احمد النهمي وهي يمنية ذات مولد ونشأة سودانية ،
ولقد توفيت عام 2000 بالسعودية حيث تقيم الاسرة ، وقد انجبت له محمد و ومازن ومعاذ ومروان وعبدالله ،
ورجعت الاسرة الى ارض الحبيب السودان في الفترة الاخيرة ..
( الغريب عن وطنو مها طال غيابو مصيرو يرجع تاني لي أهلو و صحابو ) ..