السودان.. حميدتي يقرر البقاء في غرب دارفور ويتعهد بحسم الفوضى: لم نسمح باستمرار هذا
الخرطوم- تاق برس- قرر نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، البقاء في الجنينة بولاية غرب دارفور لايجاد حل للمشاكل الأمنية والاجتماعية بالولاية.
وقال حميدتي خلال مخاطبته اتفاق للصلح بين الرزيقات والمسيرية بالجنينة اليوم السبت: نحن جئنا تنفيذاً لوعدنا لكم خلال زيارتنا السابقة للولاية، حضرنا هذه المرة نحمل خيامنا للبقاء أطول فترة ولن نغادر حتى نقف على ميدانياً على كل صغيرة وكبيرة ونزور كل الأهل والمناطق التي شهدت أحداث ونجد حلاً لتلك المشاكل”.
وقال إن الذي يحدث الآن من فتنة يتطلب الوقوف والتفكير بعمق، لمعرف السبب الحقيقي الذي يقود إلى هذه النزاعات والصراعات التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد، وتقويض السلام الذي تحقق، وأضاف “إن القاتل والمقتول في هذه الصراعات هم ضحايا للشحن الزائد والتعبئة السلبية الخبيثة لتنفيذ أجندة ليست أجندتهم، حيث يقتل بعضهم البعض دون مراعاة لحرمة الدماء أو حتى علاقة الرحم والدم والأخوة، لذلك أوصيكم ببتر هذا الجزء الخبيث من جسد الوطن لتعودوا إلى سابق عهدكم”.
وزاد حميدتي “لا بد أن نواجه أنفسنا بسؤال واضح وصريح من هو المستفيد من إشعال نيران الفتنة وتأجيج الصراع من خلال “صب الزيت على النار”؟، يجب أن نكون أذكياء لنعرف من هو الذي يقف خلف هذه المصائب المتوالية والمستمرة، من هو الذي ينشر خطاب الكراهية والعنصرية، يجب أن نجد الإجابة على هذه الأسئلة الضرورية ونتعرف على العدو الحقيقي الذي يمشي بيننا بالفتنة ولا يرغب أن يتحقق السلام والأمن والاستقرار لمجتمعنا، يجب أن يتوقف كل هذا العبث باسم القبائل واللعب بعقول أهلنا البسطاء في دارفور.
وقال إن غرب دارفور كانت مثالاً للسلم والتعايش الاجتماعي طيلة سنوات الحرب، فهناك أكثر من 43 قبيلة كانت تعيش في سلام تام في مدينة الجنينة وحدها، وتسائل لماذا توقفت الحرب في دارفور بتوقيع السلام واشتعلت المعارك القبلية في غرب دارفور؟
ونوه إلى أن تجار الحرب والأزمات أعداء الوطن والشعب لا يريدون لهذا السودان أن يستقر وينعم بخيراته الوفيرة، لكننا لهم بالمرصاد وأنتم كذلك يجب أن تتصدوا لهم بإشاعة روح التسامح وتثبيت ركائز السلام والتعايش السلمي، على حد تعبيره.
واعترف حميدتي أن الدولة مقصرة في أداء واجباتها المتمثلة في بسط هيبتها وتحمل مسؤوليتها المتمثلة في حفظ الأمن، وملاحقة المجرمين، والمخربين، والذين يسعون بالفتنة، وزاد “كذلك يجب أن نعترف أن المجتمعات أسهمت بدرجة كبيرة في هذا الوضع، لأنها وفرت الحماية للمجرمين بحجة الانتماء للقبيلة، ولا بد أن نتفق جميعاً – أن “المجرم لا قبيلة له وأن من يتعدى على حقوق الناس يتحمل مسؤولية أفعاله لوحده ليس للقبيلة الحق في حمايته والدفاع عنه، وعلى أجهزة الدولة مواجهة هذا الأمر بالحسم اللازم حتى لا تحدث المشاكل القبلية بسبب نصرة المجرمين.
وقال حميدتي: لن نسمح باستمرار هذه الفوضى والانفلات الأمني وانتشار الجريمة وتهديد أمن واستقرار الناس، واكد ان القوات النظامية ستعمل يداً واحدة لوقف وحسم كل المظاهر السالبة والتخريب المتعمد الذي يسعى إلى هدم ما بنيناه من سلام.
ووجه حكومة الإقليم وحكومات الولايات ولجان الأمن خاصة برفع درجات الجاهزية والإسراع في وضع الخطط الأمنية المُحكمة والعمل على فرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون وعدم التهاون أو التراخي مع أي مجرم أو مخرب أو متربص بأمن الناس، وأضاف “هذه مسؤوليتكم جميعاً ويجب أن تقوموا بها كاملة دون انتظار لتوجيهات أو مساعدة من أي جهة”
وقال حميدتي: “جميعكم يعلم ما تمر به البلاد من تعقيدات في المشهد السياسي والاقتصادي، بسبب الخلافات السياسية والإقصاء ومحاولات الانفراد بالحكم، نحن الآن نعمل من خلال الحوار لتحقيق أكبر توافق وطني يمضي بالبلاد إلى استكمال الفترة الانتقالية وصولاً إلى انتخابات حرة، نأمل أن تنعكس نتائج هذا التوافق الوطني المنشود لصالح شعبنا الذي عانى كثيراً من الخلافات السياسية، وأن تمضي الأوضاع نحو الاستقرار والتنمية بعيداً عن الصراعات والأنانية وحب النفس”.