“الدعم السريع” على مشارف الأبيض.. والجيش السوداني يجهز للمعركة

94

متابعات- تاق برس- أصدرت قوات الدعم السريع بيانًا جديدًا كشفت فيه عن تقدم ميداني وصفته بـ”النوعي” في ولاية شمال كردفان.

وأشارت في بيانها إلى سيطرتها على منطقة أبو قعود بمحلية شيكان، التي تُعد من أبرز قرى قبيلة البديرية وتتمتع بموقع استراتيجي قرب الطريق المعبد الرابط بين الأبيض والنهود.

وقالت قوات الدعم السريع في بيانها إنها تواصل ما سمّته “تطهير المناطق من قوات الفلول” في إشارة إلى الجيش السوداني، مؤكدة أن وحداتها باتت على مشارف مدينة الأبيض.

 

 

في السياق نفسه قالت مصادر محلية أن قوات الدعم السري شنت هجوماً جديداً يوم أمس استهدف عدداً من قرى شرق بارا شملت أم دبوس المرخا، وأم دبوس كرار، وأم دبوس الجعلين، وود الزاكي. ونفّذت خلاله عمليات نهب واسعة للممتلكات وترويع ممنهج للسكان ترافق مع اعتداءات جسدية وانتهاكات فظيعة أوقعت عدداً من الجرحى إضافة إلى مقتل أحد المواطنين بدم بارد أمام أفراد أسرته.

وشكوا من أن مشاهد النهب والاعتداء تتكرر يومياً في قرى مدينة بارا مخلفة وراءها معاناة متفاقمة وواقعاً مأساوياً تعيشه هذه القرى التي أصبحت في مرمى الاستهداف المستمر.

 

وأثارت هذه التطورات الميدانية قلقًا واسعًا في أوساط سكان المدينة، الذين يخشون امتداد العمليات العسكرية إلى داخل الأبيض، وما قد يترتب على ذلك من مخاطر أمنية وإنسانية جسيمة، خاصة في ظل انقطاع المساعدات الإنسانية عن عدد من مناطق كردفان.

وكانت قوات الدعم السريع قد هدّدت بشن هجوم على مدينة الأبيض، الأحد 3 أغسطس 2025، مستغلّةً تواجدها في بلدة “أم صميمة” الواقعة على بُعد 70 كيلومترًا من المدينة.

ويرى مراقبون أن قوات الدعم السريع تسعى لنشر الرعب وسط المواطنين بالإعلان عن تقدّمها إلى الأبيض مساء الأحد 3 أغسطس 2025، كما مارست ذات الدعاية مع الولاية الشمالية الشهرين الماضيين.

وقال محمد المليك، المتخصص في شؤون إقليم كردفان، لـ”الترا سودان”: إن الأبيض ظلّت صامدة أمام هجمات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023، وتمكنت القوات المسلحة وحلفاؤها من إبعاد قوات حميدتي إلى خارج نطاق المدينة، قرب محلية بارا، خلال الأشهر الماضية.

وتمكنت القوات المسلحة من فك الحصار بشكل جزئي عن مدينة الأبيض خلال فبراير 2025، بفتح الطريق الرابط مع مدن أم روابة، وصولًا إلى ولاية النيل الأبيض، ووسط البلاد.

وكان الجيش قد دمّر أمس الأحد عربات قتالية تابعة للدعم السريع في بلدة “أم قعود”، الواقعة على بُعد 50 كيلومترًا غربي مدينة الأبيض.

 

ولم يصدر حتى اللحظة أي تعليق رسمي من قيادة الجيش السوداني بشأن هذه التحركات، بينما تشير مصادر محلية إلى تحشيدات مكثفة لقوات الجيش في محيط الأبيض، تحسبًا لأي هجوم وشيك من الدعم السريع.

وتُعد الأبيض إحدى المدن الرئيسية في الإقليم، وسقوطها – إن حدث – قد يمثل تحولًا كبيرًا في مسار الحرب الجارية بين الجيش والدعم السريع منذ أبريل 2023.

whatsapp
أخبار ذات صلة