فضيحة تجنيد المرتزقة الكولومبيين في السودان: تورط إماراتي وشبكات أمنية خاصة
متابعات تاق برس- كشف تقرير استقصائي جديد كتبه الصحفي عبدالرؤوف طه، عن تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان عبر شركات خاصة مرتبطة بشبكات إماراتية، في تطور خطير يُلقي الضوء على البُعد الدولي للصراع الدامي في دارفور.
واستند التقرير إلى وثائق ومستندات مسرّبة من شركات استجلاب المرتزقة، تُظهر كيف يتم نقل مقاتلين كولومبيين إلى السودان عبر الإمارات، وتحديدًا عبر سلسلة عمليات غامضة تُدار من أبوظبي تحت غطاء شركات أمنية خاصة.
وأظهر التقرير أن الجيش السوداني كبّد الدعم السريع التي تضم مرتزقة أجانب خسائر فادحة خلال معارك دارفور، بسبب ضعف التدريب والانهيار النفسي للمجندين، ما أدى إلى ارتفاع أعداد القتلى في صفوفهم، خصوصًا في جبهات شمال وغرب دارفور.
ويوجد معسكر لتجميع المرتزقة في منطقة “بليل” القريبة من مدينة نيالا، حيث يتلقى المقاتلون تدريبًا أوليًا قبل توزيعهم على جبهات القتال.
وتشير شهادات داخلية إلى تصاعد حالات الفرار والرفض وسط المجندين، بسبب الظروف القاسية ومحدودية الراتب.
وكشف التقرير أن عددًا من المرتزقة الكولومبيين رفضوا الاستمرار في القتال بعد تراجع حوافزهم المالية، حيث انخفضت الرواتب من نحو 3500 إلى 2000 دولار فقط شهريًا، مع تأخير في الدفع وعدم توفر تأمين طبي أو ضمانات قانونية.
وفي سياق متصل، وصلت طائرات بدون طيار إلى دارفور خلال الأشهر الأخيرة، تحت غطاء شحنات مساعدات إنسانية قادمة من الإمارات. وتؤكد صور ووثائق ملاحية أن بعض الشحنات التي وصلت مطاري نيالا والفاشر احتوت على مكونات عسكرية خفيفة، بينها طائرات استطلاع صغيرة.
وأشار التقرير إلى تورط شخصيات إماراتية نافذة في ملف تجنيد المرتزقة، على رأسهم محمد حمدان الزعابي، رجل أعمال إماراتي وصفه التقرير بـ”العرّاب”، وهو منسق رئيسي بين الشركات الخاصة والمليشيات على الأرض، ومنصور بن زايد، نائب رئيس دولة الإمارات ومالك نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، الذي اتُهم بتمويل عمليات اللوجستيات والتسليح من خلف الكواليس.
ودعا عبدالرؤوف طه، صاحب التقرير، إلى فتح تحقيق دولي مستقل بشأن تجنيد المرتزقة ونقل الأسلحة إلى السودان، محذرًا من أن ما يجري في دارفور “لا يمكن فصله عن إرادة إقليمية تسعى لتحويل السودان إلى ساحة نفوذ بلا سيادة”.