“الإعيسر” يوقع في فيسبوك بصفة “مواطن”.. هل هو احتجاج مبطن على إعفائه من مهمة الناطق الرسمي؟

313

متابعات – تاق برس- ردا على تساؤلات حول توقيعه على منشوراته في “فيسبوك” بصفة مواطن؛ قال وزير الثقافة والإعلام والسياحة السوداني خالد الإعيسر: “إنه عندما يوقع المسؤول مُعرفا نفسه للشعب بوصفه مواطناً ولا يذكر منصبه، فإنه يعبر عن وعي بأن المنصب تكليف لا تشريف ابتداءً، وله اشتراطاته الموضوعية، وأن الموقع فرد من أبناء الأمة وخُدامها، لا فوقهم”.

 

وأضاف الإعيسر أن التوقيع بهذه الصفة دلالة رمزية على أن المواطنة هي الأصل، وأن المنصب حالة طارئة وخاصة، والسيادة في توقيع المسؤول يجب أن تتأسس وفق هذا المعطى.

 

وتابع أن المواطنة هي الأساس في الحقوق والواجبات، لا الوزارة؛ وكل وزير مواطن، لكن ليس كل مواطن وزيرا.

وقال الإعيسر إن من الحكمة أن يُعرِف الإنسان نفسه بالمواطنة حين يتناول شأناً عاماً، لا رأياً حكومياً رسمياً أو خاصاً.

 

مقابل ذلك يرى كثيرون أن توقيع الوزير بصفة مواطن على منشوراته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي هي بمثابة احتجاج مبطن، ورسالة مقصودة من الوزير الإعيسر على إبعاده من صفته السابقة كناطق رسمي باسم الحكومة السودانية.

 

وكانت السلطات السودانية قد أصدرت قرارا مطلع أغسطس الجاري قضى بفصل مهمة الناطق الرسمي عن منصب وزير وزارة الثقافة والإعلام والسياحة.

وعزا القرار تلك الخطوة بأن تتركز مهام الوزير حالياً على قيادة جهود تطوير قطاعات الثقافة والإعلام والسياحة، مع التركيز على إعادة إعمار وتأهيل العشرات من المؤسسات الثقافية والإعلامية والسياحية المتضررة أو المتوقفة جراء الحرب. وتشمل هذه المؤسسات التلفزيونات والإذاعات والمسارح والمتاحف والآثار، إلى جانب الهيئات القومية والولائية التابعة للوزارة.

وبموجب هذا القرار، لم يعد للوزير خالد الإعيسر أي صلة بمهمة الناطق الرسمي أو إصدار البيانات الحكومية كما في السابق حينما كان ملء سمع وبصر الشاشات ناطقا باسمها ومدافعا عنها حتى قبل تعيينه في المرة الأولى في الوزارة ليتم إعفاؤه منها أواخر العام 2024 قبل أن يُجدد تعيينه مرة أخرى في يوليو 2025م.

 

من جانبه يرى الكاتب الصحفي السوداني ضياء الدين بلال أن فصل وزارة الإعلام عن مهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة هي بمثابة إلزام لوزير الإعلام خالد الإعيسر بالصمت القسري، مما يجعله في وضع شائه ومُهين، فيضطر للحديث بصفته مواطنًا لا وزيرًا.

 

ويقول بلال إن هذا الموقف يكشف بجلاء حجم الاختلال داخل حكومة الدكتور كامل إدريس.

 

وأضاف: إما أن يكون الأعيسر جديرًا بالمنصب الذي يشغله ومن ثمّ يحق له أن يؤدي واجبه على النحو الذي تفرضه مسؤوليته، أو أن المشهد برمّته محكوم بمعادلة بائسة وساذجة دفعت صاحب القرار للاحتفاظ به كاسم على لافتة الوزارة، دون أن يُسمح له بالأقوال أو الأفعال التي تقتضيها طبيعة المهمة الوزارية.

 

وتقرأ عبارات بلال الأخيرة مع ما يعتقده البعض حول أن الإعيسر وصل إلى كرسي الوزارة من خلال دفاعه المستميت عن الجيش السوداني ووقوفه معه في معركة الكرامة ضد قوات الدعم السريع في جميع المنابر والقنوات الإعلامية، وهو في هذا ليس نشازا ومثل كثير من قطاعات الشعب السوداني لكنه تفوق بالصوت العالي واستضافته في كثير من القنوات.

بينما يرى آخرون أن هجوم الإعيسر الدائم على تحالف قوى الحرية والتغيير “قحت” وتماهيه مع البرهان في انقلابه على حمدوك في أكتوبر  2021 هي ما جعلت اسمه يتردد بين الاوساط الحكومية وسدة الرئاسة. وإن كانت مواقفه وتصريحاته النارية في حرب الكرامة هي الأعلى صيتا.

 

خلاصة الأمر أن السببين أوصلا الإعيسر إلى أروقة الوزارة في المرة الأولى قبل أن يعود إليها مرة ثانية تحت عباءة رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس والذي يقال أنه تربط بينهما علاقة صداقة قديمة قبل أن يعود الإعيسر إلى الخرطوم قادما من لندن بعد ثورة ديسمبر.

whatsapp
أخبار ذات صلة