هاجر سليمان تكتب عن حكايتها مع (مشنقة) الدعامة

118

حكايتي مع (مشنقة) الدعامة

وجه النهار

هاجر سليمان

 

.. فيلم رعب اتصال هاتفي وردني من رقم غير مجهول بعد التحية قال محدثي انتي أستاذة هاجر قلت مرحب قال لماذا لم تسلطي الضوء على مشنقة الدعامة التي أعدم بها الأبرياء رديت بدهشة (سجمي) وده وين ده؟؟ قال معقولة ما عارفة قلت لا يعلم الغيب إلا الله ، قال لو شئت سأنتظرك عند مدخل سوبر ماركت الإحسان بالفيحاء مقابل شارع واحد اتفقنا وأغلقت الخط .

اصطحبت بعض أصدقائي المقربين الذين أحبهم وكانوا بالنسبة لي مثل (بودي قاردات) وتحركنا حتى وصلنا المكان المحدد وكان بانتظارنا شاب نحيل وفي أثوابه أسد هصور عرفنا بنفسه واصطحبنا إلى حيث المبنى . كانت الأبواب مغلقة باحكام (ملحمة) تماما بحجر النار ولا أعرف متى تم تلحيمها قبل أن يستغل المبنى كمشنقة أم بعد استغلاله ؟ قلت لهو آها كيف الدخول اقتادني إلى خلف المنزل حيث مساحة خالية وباغتني بسؤال أستاذة تقدري تتلبي الحيطه دي ؟ شعرت بنفسي (قطة بائسة) تبحث عن لحم معلق في حبل غسيل ، ولكن قررت سريعا خوض التجربة لأحصل على السبق الصحفي .

كان الجدار عاليا ولكن كانت هنالك فتحة في أعلاه وبالفعل تسورت الحائط في أمان الله ودلفت إلى المبنى وصعدت عبر السلم للطابق الأول وكانت الدماء تغلي في شراييني وأنفاسي تتعالى ورغم ذلك دلفت سريعا وقمت بتصوير الغرفة التي كتب على جدرانها عبارات متناثرة ورسومات تشي بالموت الذؤام لمن يدخلها على الجدران الأربع عبارات (مشنقة) و (المشرحة) وغيرها من العبارات وكتب عليها (غرفة التحقيقات) وفي الحقيقة هي غرفة إعدامات في وسط الغرفة من أعلى تتدلى مشنقة من جنازير وفي منتصف الغرفة جسم حديدي يستغل في تكملة عملية الإعدام وتفوح من الغرفة رائحة نتنة تشي ببقايا موت وأرواح بريئة تدور في ذلك الفلك من المبنى .

ما لفت نظري وأدخل بعض الرعب إلى قلبي أنني كنت أسمع أصوات عالية لصرير أبواب كنت أظنها جراء الهواء ولكن كان الجو ساكنا ورغم ذلك كانت أصوات صرير أبواب متنوعة تأتيك عالية تشي بأن كل أبواب الغرف تفتح وتقفل تباعا في حين أنها كانت كلها مغلقة عدا باب غرفة الإعدام وباب غرفة الحراسة المصنع من الحديد سارعت بمغادرة المبنى بعد أن شعرت بكتمة وشيء ثقيل يجثم على صدري وكنت على وشك البكاء لأرواح لم أعرف عددها ولا من هم أصحابها سوى أنهم أبرياء اغتالهم أشرار الدعم السريع في عملية انتقامية استهدفت المواطنين الأبرياء إذ لم تكن تلك الحرب ضد الجيش ولكنها كانت ضد المواطن .

خرجت سريعا وعدت وتسورت السور ورجعت إلى خارج المنزل ولكن لاحظت أن هنالك ما يشي بقبور دفنت في تلك المساحة الخالية المتاخمة للمنزل من الخلف وأخشى لن يكون ظني في غير موضعه ولكن كان هنالك أثر بئر ضخم يشبه القبر مدفون وكان هنالك كوم رمال أسفل الحائط نطالب السلطات بحفر تلك المساحة للتأكد ما إذا كانت هنالك جثث أو لا .

باختصار خرجت ورغم الحزن الذي خالطني والشعور بالانتصار كأول إعلامي يدلف إلى ذلك المبنى ويقوم بالتصوير إلا أنها كانت تجربة مفيدة جعلتني أشعر بمدى قوتي وقدرتي على تسور الحوائط والله يستر ما أبقى مشروع (حرامي) حيط خاصة في ظل الظروف الاقتصادية دي .

whatsapp
أخبار ذات صلة