هاجر سليمان: هذا (حفر إيدك) يا والي الخرطوم

284

(حفر إيدك) يا والي الخرطوم

هاجر سليمان- وجه النهار

 

صرح والي الخرطوم أحمد حمزة وأعفى تجار الخرطوم دعما للاقتصاد بالمناطق المحررة، هذا أمر يحمد عليه ويستحق الثناء. ولكن كونه يطالبهم بالتوجه بشكاويهم لأمانة الولاية والابتعاد عن مواقع التواصل الإلكتروني، فهذا أمر مضحك يفضح تماما مدى جهل السيد الوالي بخطورة تلك المواقع الإلكترونية بكافة أنواعها ومسمياتها. هذه المواقع التي ترفض أنت أيها الوالي التعامل معها قادرة على أن تطيح بكم بل بالدولة بأكملها، ولا تنسى أن الثورة التي أطاحت بالبشير بدأت بمنشورات ودعوات للتظاهر عبر مواقع التواصل وتحديدا (فيسبوك)، وكنا وقتها نسخر منها حتى أصبحت واقعا. لا تنسى أنه حتى تحديد المواكب وتحديد مواعيدها ومساراتها كان يتم عبر الشبكة العنكبوتية التي ترفضها أنت اليوم. هذه (المواقع السيبرانية) قادرة على تشكيل الرأي العام وتحديد مساراته، وتوجهات الدولة، وأصبحت قادرة على أن تقود الشعوب وتحقق الانتصارات، بل أصبحت قادرة على صنع الأحداث وخلق الحروب وإخمادها أيضا. لذلك عليك أن لا تهملها وأن تهتم جيدا بكل ما يكتب على تلك المواقع خاصة ما يتعلق بكم.

 

ثم ثانيا، إن كنت متاحا لعامة شعبك، فلماذا يضطرون لمخاطبتك عبر الإنترنت؟ جرب أن تحدد يوما كل أسبوع لساعتين فقط تقابل فيه شعبك وتقف على طلباتهم، بعدها لن يضطروا للجوء لمن ينشر شكاويهم عبر الشبكة العنكبوتية.

 

تحدثت أيها الوالي عن اهتمامك بتوفير الخدمات، فأين تلك الخدمات التي تتحدث عنها؟ قبل كل شيء نثمن جهودك في توفير مياه الشرب، وهو إنجازك الوحيد منذ انتهاء الحرب وحتى اليوم بالعاصمة. فأين بقية إنجازاتك؟ ها هو الشهر السادس لتحرير الخرطوم ولا تزال تخيم عليها ظلام دامس، ويبدو لي أنها لن ترى النور إلا بعد عام أو عامين، طالما أننا نرى بأم أعيننا سلحفائية عمل شركة توزيع الكهرباء. أين جهودك يا والي الخرطوم في إصحاح البيئة ورش البعوض الناقل للملاريا والآخر ناقل حمى الضنك والذباب؟ وأين جهودك في فتح المصارف للخريف؟ وأين جهودك لرصف وتعبيد الطرق بالعاصمة؟ وردم البرك والحفر في منتصف الأسفلت؟ فإن كنت ستتحدث مرة أخرى، فعليك أيها الوالي باستصحاب ما ذكرته أنا حتى تكون صادقا في حديثك الذي بدا لي وكأنه كلام ليل يمحوه النهار، فهو ليس إلا حديثا للاستهلاك. (أنا أصرح إذن أنا موجود)، وفي الحقيقة أنت غير موجود، وأداؤك صفر كبير، والمغالطنا يجي يشوف بنفسه.

 

قبل أيام سارعتم لإعلان الخرطوم خالية من الكوليرا، ولم تمض سوى ساعات حتى أعلن عن أعداد مقدرة من الإصابات بالكوليرا، مما يعني كذب المسؤول الذي صرح بذلك. ونسأل الله السلامة من كذب المسؤولين، يكذب أحدهم ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا، وكل ذلك الكذب من أجل الحفاظ على كرسي!!

 

السيد الوالي، مجاملاتك ومحاولاتك الاحتفاظ بالمسؤولين الفاشلين والذين تحوم حولهم الشبهات يعني بالضرورة أنك أنت الفاشل، وليسوا هم، لأن الفشل الحقيقي في معرفة مواطن الضعف وعدم تحريك ساكن.

 

السيد الوالي، ستكون هذه المواقع الإلكترونية سببا في الإطاحة بكم، ونحيطكم علما بأننا سنقود حملة لكسر عظم الفساد والمفسدين والفاشلين والمسؤولين غير المسؤولين، وكل مسؤول يغلق باب مكتبه في وجه مواطن. وس

whatsapp
أخبار ذات صلة