الشرطة تفشل في مهمة توزيع الغاز
تجاوزات توزيع الغاز.. الشرطة فشلت في المهمة
كتبت- هاجر سليمان
بواخر الغاز التي ترد إلى بورتسودان تحمل كميات من الغاز كافية لتغطية حوجة البلاد بأكملها، إلا أن عصابات السلع الاستراتيجية والأيدي الخفية التي تعمل ضد الدولة تمارس نشاطًا هدامًا شكل سببًا في انعدام سلعة غاز الطهي، ولعل القائمون على أمر الغاز هم أحد أهم عوامل هذه المشكلة.
من المفترض أن الغاز يتم إحضاره بعربة دفار “جامبو” أقل شيء تحمل مائتي أنبوبة للأسف يتم منح الوكيل (47) أو (50) أسطوانة غاز فقط وتنسحب العربة الدفار وعلى متنها كميات من أسطوانات الغاز مع أن أعداد المصطفين تتجاوز المائة مواطن في الوكيل الواحد فأين تذهب بقية الأنابيب؟
تتبعت بعض دفارات الغاز، وجدت بعضها لا يتقيد بالخط المحدد له، وآخرون بسبب ضعف رقابة شرطة التموين حيث يقومون بتسليم أسطوانات الغاز لبعض معارفهم مما يخلق السوق السوداء الموازية.
وبحسب متابعتنا للغاز، من المفترض أن تتابعه شرطة التموين، إلا أنها فشلت فشلًا ذريعًا في إدارة ملف غاز الطهي بسوء الرقابة وعدم المتابعة وخلق فجوة في السوق وتشجيع السوق السوداء جراء عدم المتابعة اللصيقة وعدم السعي لسد احتياجات المواطنين من الغاز.
إبان تولي الأمن الاقتصادي لملف السلع الاستراتيجية وهي: “الغاز، والدقيق، والوقود”، كانت هنالك وفرة بسبب المتابعة اللصيقة والتقارير الدورية التي ترفع وسد حوجة المواطنين وتلقي بلاغاتهم والتحرك السريع والاستجابة لمطالب المواطنين، مما أسهم في بتر جذور أي محاولات لقيام أسواق موازية لتلك السلع، أما منذ إحالة هذه السلع لتكون تحت رقابة الشرطة فقد أصبحت عرضةً للإهدار وتعذر على الشرطة محاربة الأسواق السوداء التي نشأت مع هذه السلع وذلك لحداثة تجربة الشرطة وقلة إمكانياتها وضعف عناصرها المنوط بهم متابعة هذه السلع الهامة.
لذلك بات من الضرورى إعادة هذه السلع تحت سطوة جهاز المخابرات وإعادة الأمور لنصابها مثلما كانت عليه، وذلك لخلق وزنة والقضاء على الاحتكار في هذه السلع خاصة وأن المادة 50 أعادت لجهاز المخابرات صلاحياته، وبالتالي، يفترض أن تعود هذه السلع من جديد لولاية المخابرات.
إن العصابات التي تقوم بتهريب حصص الغاز إلى خارج السوق بغرض تحقيق أرباح خيالية تعمل ضد الدولة، ويجب أن تتخذ في مواجهتهم إجراءات قانونية تحت طائلة تخريب الاقتصاد الوطني.
قبل كل شيء، الدفار الذي قام بإنزال (47) أنبوبة لمحل توكيل (دفع الله) بالحاج يوسف تحت مرأى منا يجب تشكيل مجلس تحقيق لسائقه ومندوب شرطة التموين المصاحب له لنعرف أين ذهب ببقية الأسطوانات التي كانت على متن الدفار؟! مع العلم بأنها ليست المرة الأولى.