الخرطوم تختنق بالأوبئة.. حمى الضنك والملاريا تهددان حياة الآلاف واعتراف حكومي بالعجز على استحياء

60

تاق برس- تقرير خاص

 

 

ما إن استردت الخرطوم أنفاسها اللاهثة من جراء الحرب حتى وقعت في براثن واحدة من أسوأ أزماتها الصحية، مع تفشي حمى الضنك والملاريا على نطاق واسع، في ظل ظروف بيئية وصحية متدهورة، وجهود محدودة لاحتواء الكارثة.

 

ومع بداية موسم الخريف، تحولت مياه الأمطار الراكدة والمستنقعات إلى بؤر خصبة لتكاثر البعوض الناقل للأمراض، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أعداد الإصابات، رغم محاولات ولاية الخرطوم لفتح المصارف وتمرير المياه إلى نهر النيل.

 

أرقام صادمة

 

وبحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة الاتحادية في السودان فإن عدد الإصابات بحمى الضنك بلغ  أكثر من 6 آلاف إصابة و9 وفيات منذ بداية العام  2025.

وتتحدث أنباء عن إصابة أكثر من 1000 شخص في منطقة البراري وحدها بحمى الضنك. و2.5 مليون حالة إصابة بالملاريا في الخرطوم مؤخرًا.

 

المستشفيات تنهار تحت الضغط

 

وقال مواطنون إن المستشفيات تعاني من اكتظاظ غير مسبوق، حيث يصطف المرضى في طوابير طويلة للحصول على المحاليل الوريدية. واشتكى المواطنون من نقص حاد في الكوادر الطبية وتدهور في مستوى الرعاية الصحية، مما أجبر بعض العائلات على نقل مرضاهم إلى ولايات مثل نهر النيل والجزيرة.

 

“لا يخلو بيت من المرض”

 

وفي مدن مثل الحصاحيصا، وصف السكان الوضع بأنه وباء عام، مشيرين إلى أن المرضى يضطرون للبقاء في منازلهم وتلقي العلاج من أطباء محليين أو أقارب لهم، في ظل نقص المحاليل الوريدية وانعدام بعض الأدوية الأساسية.

 

وطالب المواطنون الحكومة بإعلان الخرطوم “منطقة كوارث صحية” والتوجه إلى المنظمات الدولية للمساعدة في التصدي لهذا التفشي الكبير.

 

الحكومة تتحرك.. لكن ببطء

 

من جهتها، أكدت وزارة الصحة أنها تبذل جهودًا حثيثة للسيطرة على الوضع، حيث أطلقت حملات رش واسعة لنواقل الأمراض منذ الأحد الماضي.

 

وقال وزير الصحة هيثم إبراهيم إن “الحد من انتشار نواقل حمى الضنك يتطلب تمويلاً كبيراً وجهوداً متواصلة”، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية “هي مرحلة بناء بعد الحرب، وتتطلب تكاتفًا في جميع الجبهات”.

 

وأشار الوزير إلى أن الوزارة بدأت في فتح مراكز للعزل في كل محلية، إلى جانب دعم المستشفيات بالأدوية والمحاليل ومستلزمات العلاج.

 

حملة رش بالطائرات في 7 محليات

 

وضمن خطتها للحد من تفشي الأمراض، بدأت حكومة ولاية الخرطوم بالتعاون مع منظومة الصناعات الدفاعية في تنفيذ حملة رش جوي بالطائرات تستمر لمدة ثلاثة أشهر، وتشمل 7 محليات و1980 حيًا.

 

وتشارك في الحملة طائرتان مخصصتان للرش الجوي، إلى جانب أكثر من 2500 عامل وكادر صحي، بهدف تقليل كثافة البعوض والذباب، والحد من انتشار حمى الضنك والملاريا.

 

مستقبل غامض

 

ورغم هذه التحركات، لا تزال الحمّيات تفتك بالمئات في العاصمة، في ظل ضعف واضح في الخدمات الصحية، ومطالبات شعبية متزايدة بمزيد من الشفافية والسرعة في الاستجابة.

 

ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تتحرك الحكومة بما يكفي لإنقاذ الخرطوم من الحميات وتشجيع المواطنين على العودة؟

whatsapp
أخبار ذات صلة