جورجيو أرماني.. رحيل ملك الأناقة وباني إمبراطورية الموضة الإيطالية
متابعات- تاق برس- رحل، اليوم الخميس، مصمم الأزياء الإيطالي جورجيو أرماني عن عمر ناهز 91 عامًا في منزله بميلانو، بعد أشهر من تدهور حالته الصحية.
حيث أعلنت مجموعة أرماني الخبر ببيان رسمي وصفته فيه بأنه “القوة الدافعة التي لا تعرف الكلل”، مؤكدة التزامها بمواصلة رسالته الإبداعية.
وأضافت في بيان لها “في هذه الشركة، شعرنا دائما كأننا عائلة. واليوم، نشعر بتأثر عميق بالفراغ الذي تركه الرجل الذي أسس هذه العائلة ورعاها برؤية وشغف وتفان”.
واضطر أرماني الذي تراجعت صحته منذ أشهر، إلى التغيب عن اثنين من عروض داره للأزياء الرجالية خلال أسبوع الموضة في ميلانو في يونيو الماضي.
كذلك تغيب عن عرض أزياء “أرماني بريفيه” Armani Prive في باريس في يوليو.
وقال وزير الثقافة الإيطالي أليساندرو جولي “برحيل أرماني، يغيب أحد رموز الثقافة الإيطالية، وهو عرف كيف يحول الأناقة لغة عالمية. أعاد أسلوبه البسيط والمبتكر صوغ تعريف العلاقة بين الموضة والسينما والمجتمع”.
ورأى أن “أرماني لم يكن معلما في الموضة فحسب، بل كان أيضا سفيرا للهوية الإيطالية في العالم”.
أما مديرة التصميم السابقة في دار “فرساتشي” دوناتيلا فيرساتشي فكتبت أن العالم خسر “عملاقا”.
بداية المسيرة والصعود للعالمية
وُلد أرماني عام 1934 في مدينة بياتشينزا شمال إيطاليا. بعد دراسة قصيرة للطب، اتجه للعمل في التصميم والبيع بالتجزئة، قبل أن يؤسس علامته الخاصة في ميلانو عام 1975 إلى جانب شريكه سيرجيو غالياني.
جاءت نقطة التحول العالمية عام 1980 حين ارتدى الممثل ريتشارد جير بدلة أرماني في فيلم American Gigolo، لتصبح تصاميمه مرادفة لهوليوود والسجادة الحمراء.
الثورة في الموضة
أحدث أرماني ثورة في مفهوم الأزياء الرجالية والنسائية عبر ما عُرف بـ”البدلة غير المنسّقة” (Unstructured Suit)، إذ ألغى الحشوات الثقيلة والتصميم الجامد، ليقدّم أناقة بسيطة، مرنة ومريحة، جمعت بين الرسمية والطابع العصري.
كان يلقّب في إيطاليا بـ”Re Giorgio” أي “الملك جورجيو”، نظرًا لدوره في إعادة صياغة الأناقة الإيطالية وتحويلها إلى لغة عالمية.
امبراطورية متعددة العلامات
على مدار عقود، نجح أرماني في تحويل علامته إلى إمبراطورية عالمية متنوعة تشمل:
- Giorgio Armani: الخط الرئيسي للأزياء الفاخرة.
- Emporio Armani و A|X Armani Exchange: خطوط عصرية وشبابية بأسعار أوسع.
- Armani Privé: خط “الهوت كوتور” الذي أطلقه عام 2005.
- Armani/Casa: للتصميم الداخلي والديكور.
- بالإضافة إلى فنادق، مطاعم، عطور ومستحضرات تجميل تحمل اسم أرماني.
بلغت إيرادات المجموعة في 2024 حوالي 2.3 مليار يورو، فيما قدرت ثروته الشخصية بنحو 12 مليار دولار، ليصبح من أثرى المصممين وأكثرهم نفوذًا في العالم.
قيم ومواقف بارزة لأرماني
إدراج شركته في البورصة طوال حياته، مفضّلًا الحفاظ على استقلاليتها ورؤيته الإبداعية.
كان أرماني من أوائل المصممين الذين فرضوا معايير صحية على عروض الأزياء، مانعًا مشاركة العارضات ذوات مؤشر كتلة الجسم المنخفض جدًا.
لم يكتفِ بالموضة، بل ارتبط بالسينما والفن، فارتدى تصاميمه كبار نجوم هوليوود مثل جوليا روبرتس، بيونسيه، وزيندايا.
الإرث والانتقال بعد الرحيل
وضع أرماني خطة دقيقة لضمان استدامة شركته بعد رحيله. من المتوقع أن يتولى أفراد عائلته المقربون، إلى جانب مساعده الوفي Pantaleo Dell’Orco، الإشراف على الإدارة، مع احتمال طرح جزء من المجموعة في البورصة مستقبلًا للحفاظ على قوتها المالية.
جورجيو أرماني لم يكن مجرد مصمم أزياء، بل كان مهندس لغة جديدة للأناقة جمعت بين الحداثة والبساطة والفخامة. رحيله ترك فراغًا كبيرًا، لكنه أيضًا ترك إرثًا ماليًا وثقافيًا سيبقى مصدر إلهام لأجيال من المصممين والمبدعين.