طلال مدثر يكتب عن منجم “أركيديا”.. “الككو” الذي لا يريدونك أن تراه

164

منجم “أركيديا”.. “الككو” الذي لا يريدونك أن تراه
كتب-  طلال مدثر

من أمس واسم مبارك أردول بيتصدر منصات السوشيال ميديا من جديد.. الرجل الذي كان حتى وقت قريب على رأس الشركة السودانية للموارد المعدنية أصبح اليوم شريكًا في صفقة مثيرة للجدل مع الملياردير المصري محمد الجارحي عبر شركة “ديب ميتالز”.
الخبر الذي انفجر أمس يقول:
277.3 مليون دولار لاستحواذ “ديب ميتالز” على 85% من منجم “أركيديا” للذهب في السودان مع وعود بمصفى ومصانع وتنمية محلية.

 

لكن لحظة.. لحظة لو تكرمتم.
فما بين بيانات الشركة النافية وحديث الغضب الشعبي ضاع السؤال الحقيقي:
ما هو “منجم أركيديا” الذي أُبرمت حوله الصفقة أصلًا؟ وأين يقع؟ وما سر قيمته الخفية؟

 

ما وجدته بعد بحث مضني منذ مساء الأمس بالتواصل مع الاحباء بولاية نهرالنيل هو ان “أركيديا” ليس مجرد اسم عابر…هو مربع استثماري سبق أن تم توقيع عقده مع ولاية نهر النيل حيث يعرف هناك باسم “مربع الولاية” ويمثل احدي استثماراتها..الشركة المالكة الأصلية وهي شركة “اركيديا” مات صاحبها لكن المربع لم يمت خصوصا وانه اجريت عليه دراسات وأُنفق فيه ما أُنفق من اموال وبات شبه جاهز .

 

لكن بالمقابل ايضا فهناك حديث عن مربع آخر أيضًا في نهر النيل يرد فيه اسم “اركيديا” ضمنا عبر شركة اخرى رديفة.. مربع أكثر غنى من سابقه وربما يكون ايضا هو المستهدف بالصفقة “المنكورة” والتي قال بيان الشركة انها لم تتم بعد على الرغم من ان الجهة الفنية الممثلة للدولة والتى تراجع الاتفاقيات الخاصة بالتعدين وهى الهيئة العامة للابحاث الجيلوجية كانت ممثلة في الجلسة ومديرها حاضر! والجهة الرقابية المسؤولة عن الرقابة على إدارة العقد و تنفيذه وهى الشركة السودانية للموارد المعدنية كانت ممثلة ايضا في الجلسة ومديرها حاضر! والجهة القانونية التى يجب أن تراجع بنود الاتفاقية وانها موافقة للقانون ولاحقا تعتمدها بخاتم وزارة العدل وهى الإدارة القانونية بوزارة المعادن ومديرها اي مدير الإدارة القانونية ايضا كان معهم فى الزيارة وحاضر! فهل كل هذا الزخم والتمثيل لحضور مراسم ابداء الرغبة خارج الديار فقط وانه لا توقيع لعقود او ابرام لاي اتفاقيات كما “زعم” الاعلام المصري في تغطيته المكثفة امس؟!

 

ترى أي المربعين اعلاه هو “الككو” الحقيقي؟!
نعم “الككو” فالأمثال السودانية تختصر لنا القصة: الناس الآن ممسكين “بضنب الككو اي ذيل القرد كما يقول المثل” – أردول والنمير – ويصرخون بكيف؟ ولما؟ ولماذا؟ ليمارسوا بذلك الالهاء الدوران وهم ممسكين بالذيل الذي يدور بهم في حلقة دائرية بلا طائل بينما الككو نفسه “منجم أركيديا وما يحويه من ذهب” ما زال بعيدًا عن الأنظار.

 

الحقيقة التي لا جدال حولها الان هو أن أردول وبصفته المدير السابق المسؤول عن الخرائط والأسرار الجيولوجية يعرف جيدًا أي مربع هو “المربع الذهبي المفضي للعب مباراة الختام وحصد الكاس والذهب” لكن الرأي العام عالق الان في ذيل الحكاية وممسك بـ”ضنب الككو” لا في جوهرها لذلك فالسؤال الان ليس: هل أردول في موضع شبهة الان أم لا؟

السؤال هو:
أي مربع هو منجم أركيديا؟
كم تبلغ احتياطياته الحقيقية؟
ومن سيملك الذهب السوداني غدًا؟

 

يا اخوانا نحن لا نريد الضنب..
نحن نريد الككو كاملًا..
والككو اسمه “أركيديا” وما أدراك ما أركيديا..

whatsapp
أخبار ذات صلة