السودان يدفع بطلب عاجل إلى مجلس الأمن ويرفض شروط التسوية الإماراتية
متابعات- تاق برس- دعا السودان يوم الجمعة مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد ما وصفه بعمليات تجنيد وتمويل ونقل المرتزقة داخل أراضيه، موجهاً اتهامات مباشرة لدولة الإمارات بالضلوع في هذه الأنشطة، في خطوة تعكس تصعيداً جديداً في المواجهة الدبلوماسية بين الخرطوم وأبوظبي.
وقال السفير الحارث إدريس، مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة للمجلس، إن بلاده سلمت تقارير استخباراتية توثق شبكات تهريب وإمداد عسكري تصل إلى السودان عبر ليبيا ومنطقة الكفرة، مضيفاً أن “إحدى الدول الإقليمية أعاقت وصول الفريق الأممي إلى أراضيها تجنباً لكشف تورطها”.
وطالب إدريس بإنشاء آلية خاصة لمراقبة العقوبات على غرار لجان الخبراء الخاصة بليبيا وأفريقيا الوسطى، على أن تتولى التحقيق في أنشطة المرتزقة ورفع تقارير دورية إلى المجلس.
كما دعا إلى فرض عقوبات محددة تشمل تجميد الأصول وحظر السفر على الأفراد والكيانات التي يثبت ضلوعها في النزاع.
وأضاف المندوب السوداني أن الإمارات تستخدم شركات أمنية خاصة لتجنيد مقاتلين من دول عدة، بينهم كولومبيون، عبر شركة يقودها ضابط كولومبي متقاعد.
وأوضح أن السلطات السودانية رصدت 248 رحلة جوية من الإمارات إلى السودان، قال إنها نقلت معدات عسكرية ومدربين وأسهمت في إطالة أمد الحرب.
وقال السفير الحارث إنه يجب أن تمنع الإمارات من توسيع نطاق الحرب، مبيناً أن السودان يرفض شروط التسوية الإماراتية وسيقاوم قيام أي كيان عصبوي أو حكومة موازية برعايتها ولن يسمح بالتلاعب تحت ورقة الإغاثة لمنح وضعية الأمر الواقع للحكومة الأسفيرية المزعومة وسيقاوم السودان هندسة التجزئة التي يسعى الأعداء بالخارج وعملاؤهم بالداخل والروافع الإقليمية المأجورة.
واتهم إدريس قوات الدعم السريع بمواصلة حصار مدينة الفاشر بدعم خارجي، وهو ما أدى – بحسب قوله – إلى “انهيار كامل للوضع الإنساني”، حيث حُوّل معسكر زمزم للنازحين إلى قاعدة عسكرية، فيما مُنعت قوافل الإغاثة من الوصول للمدينة. وأشار إلى أن نحو نصف مليون شخص نزحوا نتيجة القتال.
وذكر أن الدعم السريع والمرتزقة استخدموا أسلحة محظورة مثل الفسفور الأبيض، إضافة إلى طائرات مسيرة انتحارية وقناصة، ما أسفر عن مقتل 121 مدنياً خلال فترة وجيزة.
وقال إن الدفاعات الجوية التي تحصل عليها الدعم السريع من داعمين خارجيين عطلت عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية.
