وزارة التربية: اتجاه لزيادة أيام الدراسة.. هل تستطيع الخطوة تعويض الفاقد التعليمي بسبب الحرب؟

15

متابعات- تاق برس- تبحث وزارة التربية والتعليم ممثل في لجنة إعداد التقويم الدراسي بولاية الخرطوم، تبحث اعتماد مقترح بزيادة عدد أيام الدراسة للعام 2024 – 2025، في خطوة وُصفت بالاستثنائية.

وتهدف الخطوة إلى تعويض الفاقد التعليمي الكبير الذي خلفته سنوات الحرب والاضطرابات الأمنية والصحية في السودان.

 

سياق استثنائي

 

اللجنة أوضحت خلال اجتماعها الأخير أن العام الدراسي المقبل يتطلب ترتيبات إضافية لضمان استقرار العملية التعليمية، خاصة بعد أن تسببت الانقطاعات المتكررة في تدنٍ واضح في مستوى التحصيل الأكاديمي، وحرمت آلاف الطلاب من الاستفادة الكاملة من المناهج الدراسية.

 

تفاصيل المقترح

 

المداولات شملت إمكانية تمديد العام الدراسي وزيادة عدد أيام الحصص، إلى جانب التركيز على الأنشطة المدرسية والتقييم المستمر.

 

وأكدت اللجنة أنها سترفع توصياتها النهائية إلى مدير عام وزارة التربية والتعليم لاعتمادها رسمياً، وهو ما سيجعل القرار ملزماً لكافة المدارس في حال إجازته.

 

آراء خبراء وأسر

 

في حديثه لـ ” تاق برس”، قال الخبير التربوي د. عثمان عبد الرحيم إن زيادة أيام الدراسة “خطوة منطقية” في ظل التحديات الراهنة، موضحاً أن الفاقد التعليمي “لا يمكن تعويضه إلا بخطط عملية تراعي طول العام الدراسي، وجودة المناهج، وأهمية التدريب العملي للطلاب”.

 

وأضاف أن الأنشطة المدرسية “تمثل بعداً غائباً لا يقل أهمية عن الجانب الأكاديمي”.

 

أما بعض أولياء الأمور، فقد أبدوا ترحيبهم بالمقترح باعتباره وسيلة لإنقاذ أبنائهم من تداعيات الانقطاعات المتكررة. تقول سعاد محمد، وهي والدة لطالب في المرحلة الثانوية: “نحن مع تمديد العام الدراسي إذا كان في مصلحة أبنائنا، لكن يجب أن ترافق ذلك معالجة مشكلات الرسوم، والضغط النفسي الذي يعيشه الطلاب”.

 

بينما حذّر آخرون من أن الزيادة قد ترهق المعلمين وتضاعف أعباء الأسر في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

 

مقارنات دولية

 

وتشير تجارب دول أخرى إلى أن معالجة الفاقد التعليمي لم تكن رهناً بزيادة الأيام الدراسية وحدها. ففي مصر، لجأت السلطات بعد جائحة كورونا إلى دمج التمديد مع التعليم الإلكتروني، بينما اختارت كينيا تقليص العطلات وإعادة هيكلة العام الدراسي، في حين اعتمدت ألمانيا على حصص علاجية موجهة للطلاب الأكثر تأثراً بدلاً من تعميم الزيادة على الجميع.

 

أثر متوقع

 

ويرجّح تربويون أن اعتماد مقترح زيادة الأيام الدراسية في الخرطوم قد يسهم في تقليل الفاقد ورفع كفاءة العملية التعليمية، شريطة أن تترافق هذه الخطوة مع سياسات شاملة تشمل دعم المعلمين وتطوير المناهج، حتى لا يتحول التمديد وحده إلى عبء إضافي بلا مردود فعلي.

whatsapp
أخبار ذات صلة