ليبيا.. الاحتجاجات ضد الأجانب تتصاعد والتنمّر والخطر يهددان أطفال الجالية السودانية

34

متابعات- تاق برس- تعيش أسر صحفيين سودانيين في ليبيا أوضاعًا متوترة، بعدما تعرّض أطفالهم لتنمّر أجبرهم على ترك المدارس، بالتزامن مع موجة احتجاجات واسعة تطالب بترحيل الأجانب وتخللتها أعمال عنف في مصراتة.

 

نقابة الصحفيين السودانيين حذرت من أن 33 صحفيًا مع أسرهم يواجهون مخاطر متزايدة، بعضها وصل حد الاعتداء على المنازل، في وقت لا تعترف فيه السلطات الليبية ببطاقات اللجوء الأممية.

وطالبت بتدخل عاجل لإجلائهم أو إعادة توطينهم في أماكن أكثر أمانًا.

 

وتأتي هذه التطورات في سياق تصاعد حالة الغضب الشعبي في عدد من المدن الليبية تجاه تزايد أعداد المهاجرين واللاجئين، خصوصًا بعد أن تحولت ليبيا خلال السنوات الماضية إلى واحدة من أبرز نقاط العبور نحو السواحل الأوروبية.

 

ويشكو كثير من السكان المحليين من ضغوط اقتصادية وأمنية ناجمة عن وجود مئات الآلاف من الأجانب، ما يجعلهم هدفًا متكررًا لخطاب الكراهية وحملات المداهمة الرسمية.

 

وتقول منظمات حقوقية إن السلطات الليبية تنفذ بشكل متزايد حملات تفتيش واعتقالات عشوائية بحق المهاجرين غير النظاميين، بينما يواجه اللاجئون المسجلون لدى الأمم المتحدة بدورهم تضييقًا بسبب عدم الاعتراف ببطاقاتهم الرسمية.

 

هذا الواقع يضاعف من هشاشة وضع الصحفيين السودانيين، الذين فرّوا من بلدهم هربًا من الحرب والاضطهاد، ليجدوا أنفسهم عالقين بين مطرقة الأوضاع الليبية وسندان استحالة العودة إلى السودان.

 

ويرى مراقبون أن الاحتجاجات الأخيرة ليست معزولة عن الانقسام السياسي الحاد في ليبيا، إذ غالبًا ما تُستَغل أزمة المهاجرين كورقة ضغط بين القوى المتنافسة على السلطة. وفي خضم هذه التجاذبات، يتحمل الأجانب – وبينهم السودانيون – العبء الأكبر، سواء عبر التنمّر والتمييز الاجتماعي، أو عبر السياسات الأمنية التي تضيّق عليهم الخناق.

 

وبينما تزداد المخاوف من اتساع رقعة الاستهداف للأجانب في الشارع الليبي، تواصل نقابة الصحفيين السودانيين مناشداتها للمنظمات الدولية لتأمين حماية عاجلة للصحفيين وأسرهم.

 

وحذرت من أن تركهم وسط هذا المشهد المضطرب قد يقود إلى نتائج كارثية على حياتهم ومستقبلهم.

whatsapp
أخبار ذات صلة