مسؤولة “أممية” تصل طويلة بعد رحلة شاقة وتتحدث عن مناظر النزوح في كردفان وعنف جنسي قبيح في دارفور وتصرح بعدم المغامرة بشاحنات الإغاثة دون ضمانات واضحة

48

متابعات- تاق برس- حذرت مسؤولة أممية في السودان، من أن الأوضاع الإنسانية في ولايات دارفور وكردفان وصلت مستوى بالغ الخطورة. ووصفتها بأنها “قابلة للانفجار”، في ظل استمرار القتال وتعطل الإمدادات الإنسانية وغياب التمويل الكافي.

 

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، دينيس براون، التي تمكنت بعد رحلة شاقة من الوصول إلى منطقة طويلة على بعد 50 كيلومتراً من مدينة الفاشر المحاصرة، إن الوصول إلى المناطق المنكوبة أصبح بالغ الصعوبة نتيجة تعدد خطوط الجبهات داخل البلاد.

 

وأضافت: “اضطررنا لتغيير مسارنا مراراً، واستغرق وصولنا إلى طويلة خمسة أيام قطعنا خلالها أكثر من خمسة آلاف كيلومتر عبر ثلاث دول وثلاث طائرات وثلاثة أيام من القيادة”.

 

وأوضحت أن سبب زيارتها لطويلة يعود إلى كونها مركزاً لعمليات الاستجابة الإنسانية القريبة من الفاشر، مؤكدة أن فرق الأمم المتحدة “موجودة على الأرض لكنها تفتقر إلى الموارد المالية اللازمة لتقديم الخدمات المطلوبة”.

 

 

 

قصص النزوح والمعاناة

 

وروت براون مشاهدات مؤلمة لنازحين فروا من الفاشر هرباً من العنف، بينهم نساء فقدن أزواجهن وأطفالهن.

 

وتحدثت عن امرأة قطعت مسافة طويلة إلى طويلة مع أطفالها الثلاثة، اثنان منهم على ظهر حمارها والثالث تحمله على ظهرها، واستغرقت رحلتها سبعة أيام، مشيرة إلى أن رضيعها كان يعاني من سوء تغذية حاد.

 

وقالت براون: “هذا ما يحدث حين يضطر الناس للمجيء إلينا بدلاً من أن نصل نحن إليهم”.

 

 

 

دعوة لوقف الحرب وضمان المرور الآمن

 

وجددت المسؤولة الأممية دعوة الأمم المتحدة إلى وقف فوري للعنف وضمان المرور الآمن لعمليات الإغاثة، مؤكدة أن المنظمة تمتلك شاحنات وأطقم جاهزة للتحرك لكنها لا تستطيع المغامرة دون ضمانات واضحة.

 

وأضافت: “فقدنا أكثر من 120 من عمال الإغاثة منذ اندلاع الحرب، ولا يمكننا المخاطرة بمزيد من الأرواح”.

 

 

 

عنف جنسي “قبيح للغاية”

 

وقالت براون إن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع يمثل أولوية عاجلة، ووصفت الوضع بأنه “قبيح للغاية”، مشيرة إلى أن تقارير الأمم المتحدة توثق حالات اغتصاب واغتصاب جماعي واستعباد جنسي يرقى إلى مستوى التعذيب.

 

وأكدت أن معاناة الناجيات اللاتي التقت بهن “تفطر القلب”، مضيفة: “هذه قضية حماية رئيسية، ولا نرى أي مؤشرات على تباطؤ هذا الوضع المروع”.

 

كما حذرت من أن المدنيين السودانيين يدفعون ثمناً باهظاً للحرب، في ظل انتشار الترهيب والقتل وتعطل الخدمات الأساسية.

 

وأشارت براون إلى أن سلاسل الإمداد الإنسانية “شبه مشلولة”، وأن فرق الأمم المتحدة اضطرت للقيادة بجانب الطرق بسبب تدهور حالتها.

 

وأضافت أن الأسواق تعاني نقصاً حاداً في السلع، وأن أسعار المواد الغذائية “ترتفع بشكل جنوني”، بينما تقلصت مصادر المياه النظيفة وتدهورت شبكات الصرف الصحي، ما أدى إلى تفشي الكوليرا وحمى الضنك.

وقالت: “هذا وضع قابل للانفجار، خاصة بالنسبة للأطفال الصغار”.

 

 

كردفان ضمن بؤر الخطر

 

ولم تقتصر تحذيرات براون على دارفور، إذ لفتت إلى تدهور الوضع في كردفان أيضاً، حيث تعيق المعارك طرق الإمداد وترتفع الأسعار بصورة غير مسبوقة، مشيرة إلى أن “المساحة الإنسانية هناك محدودة للغاية”، في إشارة إلى تراجع قدرة المنظمات على العمل وتقديم الخدمات.

 

 

 

 

تمويل لا يغطي سوى ربع الاحتياجات

 

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية إن السودان، الذي يعادل حجمه مساحة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا مجتمعة، يضم أكثر من 30 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة، بينهم أكثر من 10 ملايين نازح داخل البلاد.

 

وأضافت أن خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في السودان “هي الأعلى تمويلاً عالمياً، لكنها لم تتجاوز 25% من احتياجاتها الفعلية”.

 

وأشارت إلى أن “كل اجتماع نعقده هنا يدور حول فجوة التمويل الضخمة مقارنة بالاحتياجات الهائلة”.

whatsapp
أخبار ذات صلة