مفاوضات “الرباعية” تنهار والجيش السوداني ينزع الشرعية عن “الدعم السريع” وحديث عن مسار عسكري وآخر سياسي يمثله تحالف “تأسيس” والخرطوم تعرض صفقة على واشنطن

188

أبدى الدعم السريع موافقته المبدئية على الهدنة الإنسانية وإيصال المساعدات، لكنه تمسك بتقسيم العملية إلى مسارين: عسكري بينه وبين الجيش، وسياسي يمثله تحالف “تأسيس”..

 

تاق برس- تقرير خاص

 

انتهت المفاوضات التي استضافتها العاصمة الأمريكية واشنطن بين ممثلي الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، مصر) ووفد من الجيش السوداني دون التوصل إلى اتفاق بشأن الهدنة الإنسانية التي كانت مقررة لمدة ثلاثة أشهر، وفق ما أكدت مصادر أمريكية وإعلامية متطابقة.

 

وقالت قناة SBC نقلاً عن مصادر أمريكية عليمة إن جلسة الجمعة “لم تمضِ على نحو جيد”، فيما أوضح مصدر آخر أن الجيش السوداني والرباعية لم يتمكنا من التوصل إلى اتفاق نهائي.

 

وكانت الإدارة الأمريكية، بالتشاور مع أعضاء الرباعية، قد وضعت تفاصيل اتفاق أولي لوقف إطلاق النار تليه خطوات نحو تسوية سياسية، استناداً إلى بيان الرباعية الصادر في الثاني عشر من سبتمبر الماضي.

 

وفي تقرير خاص نشره موقع “استقصائي”، كشفت مصادر من داخل المفاوضات أن الجلسات الأخيرة اتخذت طابعاً “غير مباشر”، إذ طرحت واشنطن ورقة تفاوضية تتضمن وقفاً مؤقتاً للعمليات العسكرية، وفتح ممرات إنسانية، وتشكيل لجان لإعادة الإعمار. غير أن المحادثات انهارت دون إحراز تقدم ملموس بعد رفض وفد الجيش التوقيع على وثيقة مبادئ أولية تنص على هدنة لثلاثة أشهر تمهد لوقف دائم لإطلاق النار.

 

وأوضح تقرير استقصائي أن وفد الجيش السوداني برر موقفه بأنه لا يعترف بـقوات الدعم السريع كطرف، معتبراً أن التوقيع على وثيقة مشتركة يمثل اعترافاً ضمنياً بها.

 

 

وأضافت المصادر أن الدعم السريع يمثله تحالف “تأسيس” سياسيًا على الطاولة، بينما أبدى موافقته المبدئية على الهدنة الإنسانية وإيصال المساعدات، لكنه تمسك بتقسيم العملية إلى مسارين: عسكري بينه وبين الجيش، وسياسي يمثله تحالف “تأسيس”.

 

وأشار التقرير إلى أن وفد الجيش طرح على الإدارة الأمريكية مقترحاً يتضمن تمكين واشنطن من الاستثمار في المعادن النفيسة والسواحل السودانية على البحر الأحمر، مقابل ممارسة ضغط على الدعم السريع لرفع الحصار عن مدينة الفاشر والتراجع عن المسار السياسي المؤدي إلى حكومة مدنية. ووفقاً للمصادر، رفض المسؤولون الأمريكيون الخوض في المقترح، وواصلوا مناقشة ترتيبات وقف الحرب ضمن إطار اللجنة الرباعية.

 

وفي ختام اجتماعات واشنطن، قال كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية والعربية بولس مسعد إن الرباعية “متمسكة بتحقيق السلام في السودان”، مؤكداً تشكيل لجنة تنسيق لمتابعة الاحتياجات العاجلة في الأزمة السودانية، ومشيراً إلى أن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حريص على وقف الحرب وإعادة الاستقرار في السودان”.

 

ويأتي فشل المباحثات في وقت تشهد فيه الجهود الإقليمية والدولية لإحياء مسار السلام في السودان حالة من الجمود، بينما تؤكد السلطات السودانية في بورتسودان تمسكها بالسيادة الوطنية ورفضها لأي ضغوط أو إملاءات خارجية.

 

وعلق الكاتب مكاوي الملك قائلا: (اجتماع “واشنطن” انتهى بلا اتفاق.. لأن السودان تغيّر ولم يعد ساحة لإملاءات الخارج. حتى مستشار ترامب ومسؤول الملف السوداني في واشنطن مسعد بولس يعترف ضمنياً بفشل اللقاء)..

 

وأضاف: (وجاء الدبلوماسي الأمريكي كاميرون هدسون ليؤكدها صراحة: “ما جرى ليس تقدماً بل مسرحية دبلوماسية لتغطية الفشل”. الرباعية تائهة.. وواشنطن فقدت البوصلة. بورتسودان وحدها من يملك القرار والسيادة.. والمرحلة القادمة ليست “هدنة إنسانية” بل نهاية مشروع ما أسماها بالمليشيا)..

whatsapp
أخبار ذات صلة