كلام صريح..سمية سيد…العائدون من مصر والمصير المجهول

483

سمية سيد

العائدون من مصر والمصير المجهول

حتى أمس يوجد نحو 3 آلاف مواطن سوداني بمعبر ارقين على الحدود السودانية المصرية، يعيشون أسوأ ظروف إنسانية على الاطلاق .

القادمون من مصر براً يواجهون المصير المجهول.. يحاصرهم الخوف والرعب من شبح فيروس كورونا من جهة، و عدم تجهيز مواقع حجر صحي تليق بالانسان، تتوفر فيها الخدمات المطلوبة للعزل واجراءات الفحص.

أسرد لكم المعاناة التي عاشها الفوج الأول من العائدين من مصر..

مع حالة الارتباك والهلع التي تعيشها القاهرة بسبب تفشي الفيروس، لم يكن الحصول على تذاكر بصات للعودة إلى السودان أمرا سهلا.. وصل 17 بصاً إلى وادي حلفا بصعوبة شديدة بسبب الإجراءات الاحترازية ..الحكومة التي أعلنت عن استعدادها لاستقبالهم وتوفير وتجهيز مواقع للحجر الصحي. كانت تكذب أو تتجمل .

لم يكن هناك مكان مخصص لإيواء العائدين، فاضطرت الولاية الشمالية أن تفتح لهم مبنى هيئة عمليات جهاز الأمن المحلولة، وطبعا المبنى غير مجهز للعمل الصحي.

أهالي منطقة الدبة رفضوا استقبالهم واشترطوا على حكومة الولاية العبور بالبصات إلى الخرطوم أو إعادتها إلى حلفا.. تحت هذه الضغوط رضخ الوالي وأمر بتحويل العالقين والحجر الصحي إلى منطقة أخرى.

اتجهت قوافل المواطنين العائدين من مصر صوب الخرطوم. استقبلتهم الجهات الأمنية عند بوابة ام درمان. ولأن ولاية الخرطوم بكل محلياتها ليس بها مواقع عزل صحي.. تم اختيار ميادين جامعة أفريقيا العالمية لتكون مقرا عشوائيا لإيواء هذا العدد الكبير من الرجال والنساء والأطفال، ومنهم مصابون محتملون بالفيروس.

 الرحلة الطويلة ومعاناة الانتظار والبحث عن محجر صحي والجوع والعطش والحالة النفسية السيئة قد انهكت القادمين من مصر، ومنهم من ذهب مستشفيا، ليعود بالمزيد من الأمراض.

ما رشح من معلومات يشير إلى مغادرة القادمين من مصر مواقع العزل التي خصصتها لهم الحكومة بطريقة عشوائية غير مدروسة.

إذا كان هذا هو حال الدفعة الأولى من العائدين من مصر، فما مصير ثلاثة آلاف مواطن الآن على الحدود بخلاف مجموعات أخرى تبحث عن طرق للعودة.؟

أمس أعلنت الحكومة عن المزيد من الإجراءات الاحترازية.. منها إيقاف العمليات الباردة بالمستشفيات وإيقاف مجمعات خدمة الجمهور بوزارة الداخلية. وقد يعلن أيضا عن تعليق العمل بالمرافق الحكومية والخاصة عدا المستشفيات. بما يعني توقف دولاب العمل بشكل نهائي.

حسنا.. لكن ما فائدة كل تلك الإجراءات الاحترازية والحكومة تفشل في اتخاذ الإجراءات الصحية لعزل القادمين من الخارج وخاصة من جمهورية مصر.؟

somiasayed@gmail.com

whatsapp
أخبار ذات صلة