السودان يطرح خارطة طريق لإنهاء الحرب من على منصة الأمم المتحدة
متابعات تاق برس- أعلن رئيس الوزراء السوداني، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، عن التزام حكومته المدنية بخارطة طريق شاملة لتحقيق السلام وإنهاء الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عام.
وقال رئيس الوزراء إن تحقيق السلام الشامل يبدأ بوقف فوري لإطلاق النار، وانسحاب مليشيات الدعم السريع من المدن والمناطق التي تحتلها، وعلى رأسها رفع الحصار عن مدينة الفاشر فورًا، تنفيذًا لقرار مجلس الأمن رقم 2766.
وأضاف أن هذه الإجراءات تمثل مدخلاً أساسيًا لعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم بصورة كريمة وآمنة، وفتح الطريق أمام وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
وشدد كامل إدريس على أن استمرار تدفق الأسلحة والمرتزقة إلى ما أسماها المليشيات المتمردة يهدد فرص السلام ويطيل أمد المعاناة.
وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والضغط من أجل وقف هذه الانتهاكات وتجريم المليشيات.
وفي استعراضه لخطوات الحكومة المدنية، أوضح رئيس الوزراء أنه شكّل حكومة تكنوقراط مدنية لتقود المرحلة الانتقالية، وأنها شرعت في اتخاذ إجراءات عملية أهمها إطلاق حوار وطني شامل يضم القوى السياسية والمجتمعية كافة، بالإضافة إلى السودانيين في المهجر.
وأكد أن هذا الحوار يمثل بوابةً للتأسيس لانتخابات حرة ونزيهة، تفتح الطريق أمام تحول ديمقراطي حقيقي.
كما أشار إلى أن أولويات حكومة “الأمل المدنية” تتمثل في إحلال السلام، وإقامة دولة القانون، ومحاربة الفساد، وتفعيل العدالة الانتقالية، إلى جانب إعادة الإعمار وتقديم الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وأمن وصحة، وصولاً إلى انتخابات قومية شاملة تخضع لمراقبة إقليمية ودولية.
وفي الجانب الإنساني، كشف رئيس الوزراء عن خطة وطنية شاملة لحماية المدنيين قدّمتها حكومته إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، تتضمن تشكيل آلية وطنية للحماية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر المعابر المتفق عليها، ودعم جهود المنظمات الدولية، إلى جانب مكافحة العنف ضد النساء والأطفال، ومعالجة قضايا النازحين واللاجئين.
كما جدد إدانته لحصار ما أسماها مليشيات الدعم السريع لمدينة الفاشر واستهدافها معسكرات النازحين ودور العبادة والمؤسسات التعليمية والمرافق الصحية، واعتبر أن صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم يمثل “ضوءًا أخضر” لاستمرارها.
وختم رئيس وزراء السودان كلمته بالتأكيد على أن السلام والاستقرار في السودان لن يتحققا إلا من خلال تقوية مؤسسات الدولة الوطنية، بعيدًا عن التدخلات الأجنبية والحلول الجزئية المتسرعة. موضحا أن بلاده تتطلع لدعم المجتمع الدولي في هذه المرحلة المفصلية.