طعنته في ظهره.. تشاد تقدم ورقتين ضد السودان في محفل “أممي” والخرطوم ترد وتصر على موقفها بشأن الأسلحة الكيميائية
متابعات- تاق برس- أكد سعادة السفير إدريس إسماعيل، رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في المزاعم الأميركية بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، أن حكومة السودان قدمت إجابات محددة وواضحة على جميع الاستفسارات المطروحة، وأن التحقيقات الجارية تنفي تمامًا أي ادعاءات بوجود إنكار أو تقاعس عن التعاون مع الجهات الدولية المختصة.
جاء ذلك في البيان الذي قدمه أمام المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في دورته 110 وتحت البند 6 الناشئ عن أستخدام الأسلحة الكيميائية.
تشاد تطعن السودان في ظهره
وكانت جمهورية تشاد قد قدمت في يونيو 2025 ورقتين رسميتين أمام المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، تحت البند السادس من جدول أعمال الدورة الـ109 المتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية، طالبت فيها السودان بتوضيح مزاعم استخدام هذه الأسلحة.
وردًا على ذلك، دعا وفد السودان تشاد إلى الاضطلاع بمسؤولياتها الإقليمية ومنع تدفق الأسلحة والمقاتلين عبر حدودها إلى ما أسماها المليشيات المتمردة التي ترتكب انتهاكات جسيمة بحق الشعب السوداني، مؤكدًا أن التحقيقات السودانية تنفي أي تقاعس أو إنكار.
التعاون مستمر رغم الحرب
وأكد البيان أن جمهورية السودان ستواصل التعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومع الدول الأعضاء، التزامًا منها بأهداف الاتفاقية السامية وسعيًا إلى عالم خالٍ من الأسلحة الكيميائية، مع التمسك بالقوانين والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
وشدد الوفد على حرص السودان المستمر على تنفيذ أحكام اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، دعمًا للجهود الدولية الرامية إلى بناء عالم خالٍ من هذه الأسلحة، وتعزيز السلم والأمن الدوليين، مشيرًا إلى استمرار التعاون مع الولايات المتحدة بشأن المزاعم التي أُثيرت في مايو 2025 حول استخدام أسلحة كيميائية خلال عام 2024.
لجنة فنية للتحقيق رغم التحديات
وأوضح الوفد أن مجلس السيادة الانتقالي شكل لجنة فنية متخصصة للتحقيق في هذه المزاعم، تضم خبراء من الجهاز الوطني لحظر الأسلحة الكيميائية، والطب العدلي، والأدلة الجنائية، وذلك رغم التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد بسبب الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، مؤكدًا أن هذا الإجراء يعكس التزام السودان بالشفافية والمصداقية في التحقيقات.
كما أعرب عن ارتياحه للتوافق حول ميزانية المنظمة للعامين 2026–2027، مرحبًا بالتقدم المحرز في الملف السوري، ومثمنًا الجهود التي قامت بها دولة قطر لتعزيز الحوار والتفاهم بين الدول الأعضاء في المنظمة.
واختتم الوفد بيانه بالتنديد باستخدام الفسفور الأبيض في الأراضي الفلسطينية المحتلة، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة وفعالة لوقف هذه الانتهاكات،
.
وفي الأثناء ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مسؤولين أميركيين زعموا أن الجيش السوداني استخدم غاز الكلور ضد مقاتلي مليشيا الدعم السريع في مناطق نائية خلال الأشهر الماضية، مع الإشارة إلى مخاوف من إمكانية استخدامه لاحقاً في العاصمة الخرطوم. وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن العديد من السودانيين أبدوا شكوكهم في هذه الادعاءات لعدم وجود أي تقارير محلية عن استخدام أسلحة كيميائية في ساحات القتال، موضحة أن مسؤولين أميركيين برروا ذلك بالقول إن الاستخدام المزعوم كان محدوداً ووقع في مناطق بعيدة ولم يكن فعالاً جداً.
وقد أثار غياب الأدلة العلنية انتقادات من خبراء دوليين، من بينهم الباحث الأميركي كاميرون هدسون، المتخصص في شؤون أفريقيا بمعهد الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، الذي أشار إلى أن الحكومة الأميركية لم تقدّم حتى الآن أي دليل يمكن التحقق منه علنياً لدعم مزاعمها. وأكد هدسون أن مثل هذه الاتهامات الخطيرة يجب أن تُطرح في إطار شفاف ومدعوم بأدلة يمكن التحقق منها من قبل الجهات الدولية المختصة، لا أن تُقدَّم على شكل تصريحات سياسية تفتقر إلى الإثبات.