مأساة في الجيزة.. مرضى يفقدون نور أعينهم بعد جراحات بسيطة

متابعات تاق برس- لم يكن يخطر ببال العشرات من المرضى الذين قصدوا مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي في الجيزة أن رحلة علاجهم من “المياه البيضاء” ستنتهي بمأساة تفوق الخيال..

كانوا يظنون أنها مجرد عملية بسيطة لاستعادة وضوح الرؤية، لكنهم خرجوا منها بلا بصر، وبعضهم فقد عينه بالكامل.

 آلام لا توصف

قناة “بي بي سي” التي أذاعت الخبر أجرت مقابلة مع أحد المرضى والذي روى قصته بصوت يملؤه الحزن: “دخلت غرفة العمليات وكنت أتصور أني سأستعيد عيني كما كانت. لكن ما إن انتهت الجراحة حتى شعرت بألم لا يحتمل، عيني تورمت، ولم أعد أستطيع الأكل أو الشرب. بعد يومين عدت للمستشفى، فأخبروني أن هناك ميكروبًا خطيرًا تسلل لعينى بسبب خلل في التعقيم. حالتي ساءت بسرعة، ونُقلت إلى القصر العيني حيث فقدت بصري للأبد.. لقد أفرغوا عيني بالكامل واقتلعوها خوفا من انتشار العدوى إلى الأخرى”.

كلماته تختصر صدمة إنسانية لم تكن تتوقعها، وهو واحدة فقط من بين أكثر من 40 حالة تعرضت لمصير مشابه.

دموع الأسر وقلق المجتمع

في أروقة المستشفى، يسود صمت يقطعه بكاء الأهالي وصرخاتهم. أسر بأكملها لا تصدق أن من ذهب لإجراء عملية يُقال عنها “سهلة” عاد فاقدًا لنور عينيه. بعضهم يتساءل بمرارة: “من المسؤول عن هذه الكارثة؟ ومن سيعوضنا عن أعز ما فقدنا؟”

تحقيقات مفتوحة وقلوب مكسورة

وزارة الصحة سارعت إلى فتح تحقيق عاجل وأحالت الملف إلى النيابة العامة، مشيرة إلى تشكيل لجان فنية لفحص كل الإجراءات الطبية التي سبقت الكارثة. لكن بالنسبة للأسر المكلومة، لا تكفي البيانات الرسمية ولا التحقيقات لردّ الألم، ولا تعيد الأمل لعيون أطفئت إلى الأبد.

في الجيزة، لا حديث اليوم يعلو فوق هذه الفاجعة. مأساة تختصرها نظرات فارغة لمرضى فقدوا الرؤية، ودموع ذويهم الذين ما زالوا يبحثون عن إجابة.