صلاح الدين عووضه يهد الجبل وينسف القيصر والدبلوماسي والدولية .. يا عصام محمد نور عليك نور …
عليك نور !!
ومدني عاصمة النور..
فكثيرٌ مما يغمر دنياواتنا نوراً – في ضروب الإبداع كافة – يشع منها…ثم ينداح إمتاعاً..
فأمتعنا الكاشف…وسانتو…والمساح…وصاحب (الجريدة)..
وأعني بصاحب الجريدة الصحافي الجميل – والشاعر الشفيف – فضل الله محمد..
وقصيدته (الجريدة) يطربنا بها ود الأمين…وهو ابن مدني أيضاً..
وكلما يتملكني السأم أهرب إلى مدني ؛ وأنعم بكرم مالك – وطاقم – فندق إمبيريال الأنيق..
ثم أسيح في حواريها – مع المساح – بحثاً عن (خلاصة الحواري)..
ورمضان زايد كان هو نفسه من خلاصات هذه الحواري إذ يتغنى برائعة المساح هذه..
وعصام محمد نور من عاصمة النور هذه..
فلا غرو أن مشى على خطى الراحلين – والمقيمين – من مفترعي الطرب الغنائي الأصيل..
والذي يمثل امتداداً لجيل ابنها – كذلك – عبد العزيز المبارك..
والذي (ضاع بالأمس مني وانطوى بالقلب حسرة) ؛ بتصرف من ثنائية جماع / سيد خليفة..
أو ضاع الذي وعدني به قبيل أن (تضيع) الإنقاذ..
فقد كان مصراً على أن يغني لي في أيما سانحة فرحٍ تخصني ؛ ولم تأت السانحة أبداً..
فأنى لي بالأفراح…….في زمن الأتراح؟..
وتتوالى الأتراح – لا تزال – رغم التغيير ؛ معيشياً…واقتصادياً…وسياسياً…وحتى غنائياً..
والمجال الأخير هذا هو مربط أسى كلمتنا هذه..
فمأساتنا الغنائية فاقت مأساة جنيهنا المسكين حيال العملات الحرة ؛ والحال من بعضه..
والمضحك – المبكي – أن الإبداع التطريبي اقتصر على الألقاب..
فهذا قيصر…وذاك دبلوماسي…وتلك دولية…وهذه جبلية ؛ والمحصلة تفاهة باسم الغناء..
وواحدة من ذوات الغناء التافه هذا من بين هؤلاء..
فما بين عشية وضحاها منحت ذاتها لقباً…ومنحها التافهون (نقاطاً)…فمنحتها قناةٌ فرصة..
وفي الفرصة هذه وجدت نفسها بجوار عصام محمد نور..
هذا الذي ما زال من غير ألقاب – ولا مسميات كاذبة – فوجئ بها تجاوره كتفاً بكتف..
و(الجبل) يردد صدى لسان حالها (الكتوف اتلاحقت)..
ولو كان رضي بهذه المجاورة…والمجالسة…وتلاحق الأكتاف ؛ لصار هو نفسه تافهاً..
ولما كان ابن عاصمة النور التي ترفدنا بالموهوبين..
وبقيةٌ من ذوي الأصالة من أمثاله – حتى في مجال السياسة – هي التي تجعلنا نتعلق بالأمل..
فدنيانا السياسية عجت – كذلك – بالتافهين..
ومن قبل وصف منصور خالد – عن تجربة – كثيراً من سياسيينا بالانحطاط الأخلاقي..
ولكنهم لم يكونوا في كثرة رصفائهم الآن..
بمثلما لم يكن المنحطون غنائياً في كثرة (قونات) زماننا هذا…و(مغارزه)…و (خجَّاته)..
ولا في كثرة – أيضاً – ذوي (الميوعة) الصوتية..
ونعني بهم المحسوبين على جنس الرجال ممن يبتغي صوتهم بين الرجولة والأنوثة سبيلا..
وهم الذين يلوثون فضاءاتنا – وفضائياتنا – بإعلاناتٍ (خِناث)..
ونبصر (نوراً) في نهاية نفقنا المظلم – الطويل – بفضل مثل هذا القادم من عاصمة (النور)..
فيا عصام محمد نور:
عليك نور !!.
صلاح الدين عووضه
الحراك السياسي
14/3/2021