عبد الغفار الشريف.. هل تتذكرون الرجل الذي طاردته شائعة إمتلاك حاوية الدولارات؟
الخرطوم “تاق برس” – تُسبب الرغبة في معرفة نفاذ التغيير الكثير من المتاعب، ومثلما تغفِل قوى الثورة حادثات فاجعة لم يمر عليها زمن طويل، لا تكترث لمصير ومآل تقديم مسؤول الادارة السياسية في جهاز الامن والمخابرات السابق اللواء معاش عبد الغفار الشريف للعدالة، كأحد موروثات النظام البائد الاكثر وطأة.
وعندما لا يرى جمهور الثورة مثل الجنرال الشريف وهو مقيد بالأغلال أو داخل احدى المحابس في انتظار دوره للمحاكمة وتقديم الاعترافات بانتهاكات جسيمة، لن تبرأ ظنون الثوار من سرقة الثورة وانحراف مسارها.
1
لغرائب الصدف ان التغيير جاء في مصلحة اللواء المتقاعد عبد الغفار الشريف، اذ انه تعرض للإعتقال قبيل فترة زمنية قصيرة من إنفجار ثورة ديسمبر المجيدة، ولم يكن غريمه التقليدي في جهاز المخابرات ومديره الجديد صلاح قوش “مدير جهاز الامن السابق”، قد أكمل رد الصفعة التي وجهها له عبد الغفار، الذي أشرف على إعتقال قوش بعد اتهامه في المحاولة الانقلابية الشهيرة بقيادة اللواء في الجيش ود ابراهيم، ويقال انه من نفذ عملية الاعتقال، وذهب البعض إلى ان الشريف جلد صلاح قوش “بكرباج” داخل مكتبه، قبل ان تنتهي المحاولة بعفو رئاسي.
مكث الشريف فترة زمنية قليلة في السجن وتم تجريده من رتبته العسكرية وتلطخت سمعته، وتداولت وسائل اعلام معلومات عن امتلاكه المئات من قطع الاراضي وعشرات السيارات الفخمة، وسرت شائعة قوية قالت وقتها ان اللواء عبد الغفار يمتلك حاوية مليئة بالدولارات وجدت مخبأة في منزله.
2
من المهم الآن أن يوجه جمهور الثورة السودانية أسئلته المشروعة واتهاماته تجاه اختفاء اللواء المتقاعد عبد الغفار الشريف، فآخر صورة التقطت للرجل بعد خروجه من محبسه لتلقي واجب العزاء فيى وفاة والدته، ومنذ تلك اللحظة إختفى الشريف من الانظار، وبالطبع من مخافر الشرطة وحراستها التي اقتيد لها بتهم معروفة تمثلت في استغلال الوظيفة العامة والتملك غير المشروع وتقود التهم التي وجهت إليه لأحكام تصل للسجن المؤبد، ومع ذلك فان “الشريف” لم يمثل امام اي محكمة منذ تلك اللحظات او تقيد الصحافة خبرا عن مداولات لجلسات محاكمته، وهو الامر المتعب بالنسبة للوجدان الثوري الذي يتوق لرؤية العدالة وهي تتحقق في كثير من قيادات العهد البائد الذين أصطلى الكثيرون باستغلال نفوذهم وسلطاتهم، وشهدت موارد الدولة على عهدهم تخريبا ودمارا كبيرًا.
3
برأي مراقبين تحدثوا لـ(تاق برس) ان العلاقة “الحميمة” التي تجمع “عبد الغفار” بقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي تمثل طوق نجاة للجنرال المختفي، وذهب البعض إلى ان عبد الغفار موجود الان ضمن فريق حميدتي المساعد وتتوفر له كل سبل الحماية وبالتأكيد يستفيد الفريق حميدتي من خدمات الرجل وأفقه الامني والسياسي لاستقراء الوضع والمرور في مربعاته السحرية، لكن ما الذي يدفع الفريق حميديتي للاستعانة برجل من الصف الثاني في جهاز الامن والمخابرات بدلا من الفريق صلاح قوش مدير الجهاز السابق وأحد أبرز الذين اشتغلوا في عملية التغيير الاخيرة على سوءات ما أرتكب من جرائم وتنكيل بخصومه السياسيين طوال فترتيه في جهاز الامن، الاجابة على ذلك التساؤل لا تتجاوز العمل وفقا “لشلة الثقة”، لكن مع ذلك يبقي سؤال العدالة مؤجلا وربما يتأجل لوقت أطول.