سامر عوض حسين يكتب .. دعوة للتعددية..!!!

140

قدم عدد كبير من السودانيين في الشمال أرواحهم فداء لتحرير السودان كما زعمت أيدلوجية الحركة الإسلامية وعرابها الدكتور حسن الترابي خلال فترة حكم الجبهة الإسلامية التي أسموها بالإنقاذ وأطرونا نحن معشر الشباب بأناشيد حماسية تدعوا وتحرض للجهاد مثل “أماه لا تجزعي ومن جماجمنا ترسى زواياه”. “أنا المسلم أنا درع لأوطاني أنا حامي حمى الشعب” للشيخ القرضاوي. وكذلك “على خطى الشهيد” ناهيك عن بعضها التي تحمل صبغة عنصرية.

 

هذه هي حقيقة الأحزاب العقائدية التي لا تؤمن بالتعدد والتي أفرزت مزيداً من العنف السياسي في السودان. وقد ارتبط التهديد الذي صرح به علي عثمان محمد طه، نائب الرئيس السابق عمر البشير، بإنزال “كتائب الظل” لمواجهة المتظاهرين إبان ثورة 2018، وحدوث جرائم قتل ووقوع ضحايا وجرحى بعد ذلك، بتأسيس الأحزاب العقائدية قوات تحميها. ولكن هذه القوات لم تنجح في توقف الثورة التي آلت إلى الانتصار لإرادة الشباب الوهاج وتبعها انقلاب آخر ذو صبغة عسكرية 25 أكتوبر 2021 حيث قام الجيش السوداني بانقلاب ضد الحكومة المدنية. واعتُقل ما لا يقل عن خمسة من كبار الشخصيات في الحكومة السودانية، بمن فيهم رئيس الوزراء المدني عبد الله حمدوك. كما أُبلغ عن انقطاع الإنترنت على نطاق واسع.
بعد انتصار ثورة ديسمبر 2018 انتقلت قوى الثورة لتأسيس نظام يقوم عماده على التعددية السياسية من وهي من المفاهيم الحديثة المتداولة بكثرة من قبل الأحزاب والنخب الحاكمة في المجتمعات الديمقراطية. وتقوم التعددية على إعطاء الحق للشرائح الاجتماعية المختلفة فكريا أو عرقيا للمشاركة السياسية من خلال إنشاء الأحزاب والمنظمات الأخرى.

 

ويتم ذلك في إطار دستور يرسم حدود الحريات ويضمن حقوق الناس دون تمييز بينهم على أساس العرق أو الانتماء. وقد شرعت هذه المجموعة من الأحزاب المتحالفة في قوى الحرية والتغيير هيَ مكوّنات سياسيّة سودانية تتشكّل من تجمّع المهنيين، الجبهة الثورية وتحالف قوى الإجماع الوطني والتجمع الاتحادي المُعارِض لقيادة التحول المدني المفضي لانتخابات مدنية ديمقراطية قدر لها العام 2023. قضى الانقلاب بإماتة كل تلك الأحلام والمجهودات لبناء دولة راسخة تقوم على التعددية التي نفتقدها في بلد شاسع واسع غني بالسكان واللغات تنطق بألسنتهم أكثر من 300 لغة.
بعد نجاح ثورة ديسمبر المجيدة، توقفت الحركات المسلحة والقوى الأمنية عن العمل بعد انتهاء الحرب والتعبئة.

 

وبدلاً من ذلك، عمل مؤتمر جوبا للسلام على دمج الحركات المسلحة، التي اتفقت أطراف اتفاق السلام السوداني الموقع في جوبا، عاصمة جنوب السودان، على استكمال ملف الترتيبات الأمنية في منطقة النيل الأزرق – جنوبًا، ودمج أكثر من 5 جيوش بأوامر متعددة في جيش واحد. نصت اتفاقية السلام الموقعة في عاصمة جنوب السودان في 3 أكتوبر 2020 على ما أسماه ملف الترتيبات الأمنية وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك وقف إطلاق النار وإعادة دمج القوات ونزع السلاح وإصلاح قطاع الأمن، وغيرها من القضايا ذات الصلة. العملية الدستورية.

 

حددت الوثيقة 3 أشهر لتنفيذ اتفاقية الترتيبات الأمنية، ولكن مرت حوالي 9 أشهر، وتم تنفيذ بند “وقف إطلاق النار” فقط، مما أدى إلى وصول أعداد كبيرة من جنود وضباط الحركات المسلحة التي وقعت. اتفاق السلام مع الخرطوم، وقد طغى عليه عدد كبير من الجيوش غير المسلحة.

 

مراكز قيادة متعددة منهجية. ولطالما بررت الحكومة الانتقالية تأخير تنفيذ بند الترتيبات الأمنية، بنقص التمويل اللازم لتنفيذ العملية، لكن تصريحات واتهامات قادة هذه الحركات ألمحت إلى عدم استعداد الجهات الحكومية والعسكرية بشكل خاص لتطبيق الأمن. اتفاق الترتيبات، بينما سادت مخاوف من انعدام الأمن بسبب الجيوش المتعددة.
خلاصة القول ان الدراسة العميقة للمجتمع السوداني أثبتت بما لا يدع مجال للشك بأن التعددية السياسية ومع وجود المصالح المتباينة والمتعارضة هي أساس التوازن الديمقراطي، وتلعب دورًا محوريًا في تحقيق الأفراد لأهدافهم.

فيضمن الحكم التعددي – وهو الموقف الذي ينطوي على منافسة صريحة للحصول على دعم انتخابي في قطاع مهم من السكان البالغين – المنافسة بين مصالح المجموعات المختلفة والمساواة النسبية بينها.

 

ويقوم مبدأ التعددية على أهمية الحقوق المدنية، مثل حرية التعبير والتنظيم، واحتواء النظام الانتخابي على أحزاب سياسية.

سامر عوض حسين

whatsapp
أخبار ذات صلة